وبعد دقائق من النطق بالحكم النهائي، أدان العملاق الكتالوني العقوبة، وذلك ببيان رسمي نشره عبر موقعه الرسمي وكل منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي وجاء في البيان"اعتبار برشلونة مؤسسة رائدة في كتالونيا، ووفقا لسجله التاريخي فيما يتعلق بالدفاع عن حرية التعبير والحق في اتخاذ القرار، وبعد الحكم الذي أصدرته المحكمة حول إدانة القادة المدنيون. فنحن نطالب بالتواصل لأن السجن لن يحل النزاع لأنه ليس الحل"، كما نقل موقع "غول".
وأدى بيان النادي إلى احتجاجات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإعادة إحياء هاشتاغ "#كتلونيا" الذي تم إطلاقه 2017 في آخر حركة انفصالية، ومن المنتظر التعبير عن الاحتجاج ورفض قرار المحكمة الاسبانية العليا عبر مدرجات ملعب الكامب نو بتنظيم جماهيري واسع في مباراة الفريق القادمة على أرضه مع غريمه التقليدي فريق العاصمة ريال مدريد باعباره مسرحا مناسبا للتعبير عن رأي الشارع الكتلوني.
وعلى مر التاريخ لم تكن الساحات الكروية معزولة عن المطالبات السياسية، ففي الملاعب الاسبانية حصرا طالما جسدت جماهير نادي أتليتيكو بيلباو بانفصال إقليم الباسك عن إسبانيا أيضا آخرها أيضا في 2017 في شوارع الإقليم الباسكي.
وفي الملاعب البريطانية دام العداء التاريخي لمدة 23 عاما جمهور ليفربول ومارجريت تاتشر رئيسة وزراء إنجلترا، والمعروفة بالمرأة الحديدية، بسبب ما حدث بعد مصرع 96 مشجعا من أنصار الحمر في ملعب هيلزبره، وقامت وقتها مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء اتهام مشجعي ليفربول بأنهم قاموا بتعاطي المواد المخدرة والخمور، لإلقاء التهمة عليهم، مع براءة أجهزة الأمن آنذاك وإعفائها من مسؤولية ما حدث، وانتهى المطاف باحتفال جماهير ليفربول بموت تاتشر عام 2013 بلافتات كتب عليها عبارات مثل "إلى الجحيم" و " لم تهتمى عندما كذبتى.. ونحن لن نهتم لوفاتك".
وفي الملاعب العربية ربما كانت جماهير نادي الرجاء أبرز مثال في هذا الصدد، وتسجيل جماهير ملعب مغربي يغنون "في بلادي ظلموني" نتشرت الأغنية بشكل كبير بعدما تداول نشطاء مغاربة مقطع فيديو يظهر الآلاف من جماهير الرجاء الرياضي المغربي وهم يرددون بشكل جماعي الأغنية، التي يعبرون من خلالها عن معاناتهم، ويطالبون بتحسين أوضاعهم، وتأمين حياة أفضل ولاقى إعجاب واحترام واسع عربي وعالمي.
كما في سوريا 2018 رفع جمهور فريق تشرين الرياضي لافتات وعبارات "سوا منحارب الفساد" اتهم فيها المنظومة التي تدير الرياضة في سوريا بالفساد، مما أدى إلى حالة من الاستنفار في أروقة ومكاتب المسؤولين الرياضيين.
يذكر أن الاتحاد الرياضي لكرة القدم يمنع القيام بأي نشاطات سياسية في المحافل الرياضية، ولكن توفر اللعبة الشعبية الأولى في العالم لجمهورها ما هو أبعد من الترفيه، فأصبحت المدرجات الرياضية منبرا للمطالبات السياسية والاجتماعية في عصرنا الحالي.