بيروت – سبوتنيك. وحتى صباح اليوم، المتظاهرون لا يزالون على غضبهم، الذي فجّره قرار وزير الاتصالات بفرض رسم على استخدام خدمة الاتصال عبر الإنترنت في التطبيقات الهاتفية، والذي عاد وتراجع عنه، بطلب من رئيس الحكومة سعد الحريري، من دون أن تنجح هذه الخطوة في تهدئة الشارع.
وسرعان ما اتخذت التظاهرات ليلاً طابعاً شاملاً، حيث تمددت في كل الاتجاهات، وتركزت بشكل خاص وسط بيروت، حيث فرقّت القوى الأمنية تظاهرة حاشدة باستخدام القنابل المسيلة للدموع، وفي الضاحية الجنوبية حيث تم قطع العديد من الطرقات، وبخاصة طريقة المطار القديم، ومدينة صيدا حيث جاب المتظاهرون الشوارع منددين بالسياسات الاقتصادية، وصولاً إلى منطقتي طرابلس وعكار في الشمال، وبعلبك وعدد من بلدات البقاع، بالإضافة إل مدينة النبطية (جنوب).
واستدعت هذه التطورات اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس الحكومة، حيث اتفقا على نقل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة في السراي الحكومي اليوم إلى القصر الجمهوري.
ومنذ ليل أمس، سرت موجة واسعة من الشائعات عن توجّه رئيس الحكومة الى الاستقالة، أو احتمال توجّه "حزب الله" إلى الإعلان عن استقالة وزرائه".
وزاد من وقع هذه الشائعات إعلان رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عن جِهات لم يسمّها تريد إسقاط الحكومة وتَسَلّم الحكم، مشيراً إلى أنه اتّصل بالحريري، قائلاً له: "إنّنا في مأزق كبير، وأُفضّل أن نستقيل معاً حتى لا يُقال إنني تخلّيت عنك"، مضيفاً: "وصلتنا الرسالة، ولن نُشارك في أي حكومة مقبلة".
وحتى الآن، لم يتضح إن كانت ثمة جهة سياسية تقف وراء التظاهرات، خصوصا أن الاحتجاجات بدأت بشكل عفوي، من خلال دعوات انتشرت عبر صفحات الإنترنيت، على إثر قرار وزير الاتصالات فرض ما بات يسمّى إعلامياً بـ"ضريبة الواتساب".
ومع ذلك، فإنّ ثمة من يلمّح إلى دور ما لـ"حزب الله"، بعدما ترددت معلومات صحافية منذ أيام بشأن نيته التحرك في الشارع.
ولم يصدر عن "حزب الله" أيّ موقف رسمي، بانتظار ما سيقوله أمينه العام حسن نصرالله في خطاب يلقيه يوم غد.