الشابة التونسية منال البرقاوي تبلغ من العمر 28 سنة وهي أستاذة متخصصة في تدريس اللغة الإنجليزية ابتكرت أسلوبا بيداغوجيا فريدا لتدريس ذوي الاحتياجات الخصوصية من الصم اللغة الإنجليزية عبر الإشارات وهي تجربة رائدة حظيت باهتمام الولايات المتحدة الأمريكية.
أنجزت تطبيقة إلكترونية وكتاب
بعد التحاقها سنة 2012 بجمعية صوت الأصم التونسية لتعلم لغة الإشارات و زاولت تكوينها في هذا الاختصاص بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية مرتكزة على انجاز بحث في لغة الإشارات التونسية الأمريكية شرعت منال البرقاوي في تدريس اللغة الانجليزية للصم بمقر الجمعية سنة 2014 وبعد عامين من التدريس ابتكرت تطبيقا إلكترونيا سمته "letsapp" لمن لم يتمكنوا من الالتحاق بمقاعد التدريس وكتاب سمته "Let's Handspeak English" لرسم برنامج بيداغوجي لتعلم اللغة الأنجليزية عبر الإشارات.
تقول منال البرقاوي في حديثها لـ "سبوتنيك" "إنه في ظل غياب تكافؤ الفرص بين الناطقين و الصم بشأن تعلم اللغة الإنجليزية حيث يقتصر الصم فقط على تعلّم اللغة العربية جاءت الرغبة في ابتكار طرق تمكن هذه الفئة من المجتمع من أخذ حظها في تعلم هذه اللغة عبر الإشارات و صار اليوم من السهل التواصل مع من باتوا يتقنون التحدث باللغة الإنجليزية".
إقبال مكثف على تعلم الإنجليزية
أشارت الأستاذة منال البرقاوي في مستهل حديثها عن تجربة تعليم اللغة الإنجليزية للصم أن ذوي الاحتياجات الخاصة يقبلون بكثافة على تعلم هذه اللغة و رغم اختلاف السن بين المتعلمين (تصل الأعمار أحيانا إلى 24 سنة) إلا أنها التمست حماسا ورغبة في الاكتشاف والمعرفة والتكوين في هذا الاختصاص وتكون فترة التكوين عند الصم على امتداد 6 سنوات.
وعبرت البرقاوي عن رغبتها في انجاز كتب أخرى عن طريقة تدريس اللغة الانجليزية عبر الإشارات في مختلف المستويات كما ترجو أن يحقق كتابها انتشارا واسعا وأن يتم تعميم تجربة التدريس للصم في مختلف محافظات تونس.
وأثنت البرقاوي على سرعة التعلم وتحسن مستوى التخاطب بالإشارات بين الصم معربة عن استعدادها لإسناد شهائد في الكفاءة لمن يتم تعليمه غير أنها تبقى تفتقد للترخيص من قبل سلط الإشراف في تونس.
وزارة التربية على الخط لكن دون جدوى
تفاعلا مع ما تنجزه منال البرقاوي من أساليب وأدوات لتعليم اللغة الانجليزية للصم عبرت وزارة التربية والتعليم في تونس عن استعدادها لنشر ما تنجزه البرقاوي من كتب غير أنها بقيت مجرد وعود وفق ما تؤكده منال البرقاوي.
وأشارت البرقاوي إلى أنها تواصلت مع مسؤولين في الوزارة وشرحت لهم كيفية تجاوز جميع المشاكل التي تعترض فئة الصم وكذلك الذين يواجهون صعوبات في السمع.
كما أوضحت أستاذة اللغة الانجليزية منال البرقاوي أنها بالتعاون مع شابة أمريكية تم إعداد مشروع ريادة الأعمال للصم امتدت فيه فترة التكوين 3 أيام يعني بكيفية تحويل تحويل الأفكار إلى مشاريع تتحقق على أرض الواقع مشيرة إلى أن هذه التجربة كانت محل اهتمام كبير من قبل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم وأكدت أن تجارب أخرى يتم انجازها الآن لمساعدة هذه الفئة من المجتمع للاندماج في الدورة الاقتصادية في البلاد من خلال بعث المشاريع.
ورحبت منال البرقاوي بكل من لديه الرغبة في تعلم لغة الإشارات من التونسيين حتى تنتشر بشكل يتم فيه توظيفها لمساعدة من يعانون صعوبات في السمع.
جدير بالذكر فإن اختصاص تدريس اللغة الإنجليزية للصم عبر الإشارات تفتقده بلدان شمال أفريقيا والشابة منال البرقاوي هي أستاذة الإنجليزية الوحيدة التي تتقن هذا الاختصاص وتمارسه منذ ما يزيد عن 5 سنوات.