في ضوء وثيقة التفاهم الروسية التركية أنقرة تعلن وقف عملية "نبع السلام"

سورية... قمة سوتشي... إيقاف عملية "نبع السلام"

أتت القمة الروسية التركية في سوتشي في وقت دقيق بسبب الكثير من التقاطعات والتعقيدات وغموض المواقف المستجدة لجهة التعاطي مع القضية السورية وخاصة من قبل الجانبين الأمريكي والتركي.

لم تكن سلوكيات الأمريكي والتركي تهدف إلى تحقيق أي خطوة فعلية لإنهاء الأزمة السورية لا بل كلا الطرفين عملا لخدمة مصالحهما فتارة يلتقيان في الاتفاقات وتارة أخرى يفترقان يتناقضان في التنفيذ على الأرض وكل ذلك بهدف إطالة الأزمة السورية وتحقيق قدر المستطاع من المكاسب.

اليوم وبعد قمة الرئيسين بوتين وأردوغان في سوتشي تم وضع جل النقاط اللازمة بخصوص المرحلة القادمة وكان البيان الختامي للرئيسين واضح ولا جدال فيه، ومجرد الإتفاق على بنود المذكرة المشتركة  يذهب بالقضية السورية نحو المسار السياسي بأكثر من نصف المسافة المطلوبة تطبيقا وزمنا وكون التركي محور أساس في حل الأزمة السورية كان لابد من التوافق معه عليها.

بعد إنتهاء القمة أجرى الرئيس بوتين إتصالاً هاتفياً مع الرئيس بشار الأسد حيث أكد الرئيس  بوتين على وحدة وسيادة سورية أرضا وشعبا وبأن اي اتفاق بين روسيا وتركيا سيركز على محاربة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب وتفكيك أي أجندات انفصالية على الأراضي السورية.

وتبقى زيارة الرئيس بشار الأسد إلى خطوط الجبهة الأمامية بريف إدلب حديث الساعة إنطلاقاً من رمزيتها وأهميتها كونها منطقة خطرة وغير آمنة وكون  توقيت الزيارة كان دقيقاً جداً بالتزامن مع إنعقاد قمة الرئيسين أردوغان وبوتين.

في حديث لـ "سبوتنيك " قال المستشار والباحث في الشؤون الإقليمية رفعت البدوي:

إن "زيارة الأسد لريف إدلب تحمل دلالات كبيرة ومؤشر جدي على بدء إعطاء الإشارة لتحرير إدلب من الإرهاب وتكمن أهميتها في كونها أتت بالتزامن مع عقد قمة الرئيسين بوتين وأردوغان إذا وجه الرئيس الأسد عدة رسائل من بينها رسالة واضحة للرئيس أردوغان" .

في هذا السياق وفي ضوء مذكرة التفاهم التي خلصت إليها قمة سوتشي وكنتيجة لبدء تنفيذها أعلنت أنقرة اليوم وقف عمليتها العسكرية في الشمال السوري.

إذ أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن عملية "نيع السلام" العسكرية في سورية قد تم إيقافها مشيراً إلى أن العملية لم تنتهي وأن الجانب التركي جاهز للتعامل مع الأكراد كما يجب في حال إستدعى الأمر ذلك على حد تعبيره.

الخبير العسكري الإستراتيجي الدكتور فراس شبول وفي حديث لـ"بلا قيود" قال:

 إن "الإتفاق الروسي التركي هو انتصار كبير للدولة السورية والحلفاء، وهذا ما طالبت به الدولة السورية منذ بداية الغزو التركي واحتلاله لأراضٍ في الجمهورية العربية السورية، كما يعتبر امتدادا للقاءاتٍ سابقة في سوتشي وأستانا، لكن ما يظهره هذا الاتفاق هو تبخر بعض من أحلام أردوغان وتلاشي أوهام الأكراد في الانفصال، والقاسم المشترك في هذا التبخر والتلاشي هو خيانة ترامب للأكراد".

وعن زيارة الرئيس الأسد إلى ريف إدلب قال شبول: "زيارة الرئيس الأسد إلى ريف إدلب جاءت للإطمئنان على سير العمليات العسكرية، وقد تكون إيذاناً ببدء العملية العسكرية وخروج هؤلاء الإرهابيين، خصوصاً بعد تخفيض فصائل إرهابية من منطقة إدلب واستقدام تركيا لهم لضمّهم تحت ألوية جديدة ومسميات (لبوس) جديدة، كالجيش الوطني كما يسمونه الآن في شرق الفرات، وأعتقد أن الموضوع سيكون أسهل في الأيام المقبلة في منطقة إدلب".

استمرار التظاهرات الاحتجاجية في لبنان والمحتجون يطالبون بحلول جذرية للأزمة في البلاد

تستمر الاحتجاجات في لبنان، لليوم السابع على التوالي، حيث تشهد البلاد شللا جزئيا بفعل قطع المحتجين لمعظم الطرقات الرئيسية في مختلف الأراضي اللبنانية.

وبدأ المحتجون منذ ساعات الصباح بالتوافد إلى ساحة رياض الصلح وسط بيروت، إيذانا بيوم جديد من الاحتجاجات، وسط رفض تام للورقة الإصلاحية التي قدمتها الحكومة اللبنانية في محاولة لرأب الصدع الاقتصادي والمعيشي الذي أدى إلى انفجار الشارع.

إلى ذلك، يصر المحتجون على إقفال الطرقات المؤدية إلى العاصمة مع بداية كل يوم، حيث تعمل القوى الأمنية بالتفاوض مع المحتجين إلى فتحها ولو جزئيا في ساعات المساء.

وعن قراءته لاستمرار الاحتجاج الشعبي في الشارع، قال المستشار والباحث في الشؤون الإقليمية رفعت البدوي لبرنامجنا: لبنان بعد هذا العرس الوطني النابذ للطائفية والمذهبية والعابر للطوائف، الرافض لسطوة زعماء الحرب الذين تولوا الحكم في لبنان منذ عام 1990 إلى يومنا هذا، وأمعنوا نهبا وسرقة وسطو على مقدرات البلد، وتخويف الناس من بعضها طائفيا ومذهبيا، حتى أصبح لبنان عبارة عن كانتونات وجزر غير معلنة، وكل جزيرة تسكنها طائفة أو مذهب معين.

ويشير البدوي إلى أننا اليوم أمام عرس نفض ثوب الطائفية والمذهبية عنه وقرر الانتماء إلى كل لبنان، بكل طوائفه ومكوناته، لكن الأهم من ذلك، أن الصرخة التي أعلنها اللبنانيون هي صرخة محقة، لأن الظلم الذي لحق بهم جراء السرقات وتقاسم الحصص  والفساد المستشري  بين زعماء الطوائف، لم يعد يطاق ووصل إلى حد الفجور.

ظريف يطالب بضرورة التصدي لـ"لإرهاب الاقتصادي الأميركي"

طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال إجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حركة عدم الإنحياز الذي بدأ أعماله صباح اليوم الأربعاء في العاصمة الأذربيجانية باكو بالتصدي لـ"لإرهاب الإقتصادي الأمريكي"، كما سماه.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أشار خلال كلمته إلى أن الإرهاب الإقتصادي الأمريكي ضد بعض الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، مؤكداً ضرورة إتخاذ موقف موحد من قبل المجمتع الدولي للتصدي للإجراءات الأميركية اللاقانونية.

في حديث لـ"بلا قيود" قال الخبير بالشأن الإيراني محمد غروي أن "الصراع الإيراني الأمريكي هو ليس صراعاً عسكرياً ولا حرباً بالوكالة وإنما هو بالأساس صراعاً اقتصاديا ولم تهداً جبهات المواجهة حاصة الاقتصادية  لأن إيران بدأت تخرج خارج موضوع السويف وتتجه نحو روسيا والصين لذا رأينا أن هذه الحرب الاقتصادية بدأت تأخذ مناحي أخرى".

وأضاف غروي أن "المواجهة مع الأمريكي في المنطقة ذاهبة نحو التصعيد فيما إذا أراد الأمريكي أن يستمر بالتصعيد، ولكنه حتى الآن يفعل كل ما بوسعه عبر الحرب الاقتصادية والحرب الناعمة وأن اراد الأمريكي التهدئة فإيران أيضا مستعدة للتهدئة وهذا مرهون بتطورات الأيام القادمة".

إعداد وتقديم: عماد الطفيلي ونواف إبراهيم