حيث قدّم الفنانون صفوان عابد ومحمود فارس وفؤاد ماهر باقة من الموشحات والأدوار التي لحّنها الموسيقار الراحل خلال سنوات إبداعه وعطائه الموسيقي.
ابتدأ الحفل بموشح "أقبلَ الصبحُ يغني" قدمه الفنان محمود فارس من مقام الراست وإيقاع اقصاق 9/8، تلاه موشح "لو زارني الحبيب" من ذات المقام والوزن الإيقاعي كانت بمثابة مقدمة طُربت من خلالها آذان الحاضرين ورسمت هدوءً ضمن أرواحهم.
ومع تقسيمة من آلة العود على مقام البيات، بدأ الفنان فؤاد ماهر وصلته بقصيدة من اختياره تبعها بأغنية "ابعتلي جواب"، تلك الأغنية المحببة لدى الحلبيين إذ تفاعل الحاضرون على أنغامها طرباً مع كل مقطع يحمل بين سطوره إيقاع "البلدي".
وبفقرة ارتجالية قرر المطربون الثلاثة تقديم موشحاً من ألحان الموسيقار الراحل غير وارد في برنامج الحفل، وذلك دون بروفات فاختاروا موشح من مقام الصبا بعنوان "أقبل الصبح يغني".
ومع تقسيمة لآلة القانون بريشتي الفنان صبحي حبابا من مقام العجم، قدّم الفنان صفوان عابد قصيدة تبعها بأغنية "هايم بليل الهوى" تبعها بأغنية "كثر دلالك" على إيقاع (الوحدة) تفاعل على أنغامها الحاضرون هياماً وتصفيقاً.
ومن بين الحضور التقينا حفيد الموسيقار الراحل بكري الكردي المهندس عمار صادق
الذي، تحدث لنا قائلاً :
سعيد بذلك الاهتمام من الجهات الثقافية في بلدي كون جدي الراحل بكري الكردي، ترك قيمة فنية كبيرة، وأضاف إلى الأرشيف الموسيقي العالمي العديد من الألحان التي خلدت في ذاكرة الموسيقى العربية التراثية .. فها أنا الآن استذكر مراحل طفولتي التي جمعتني بجدي، كما أذكر أصدقاءه من الفنانين أمثال صباح فخري ومحمد خيري خصوصاً حين كانوا يجتمعون كل يوم سبت في جلسة ألفة ومودة تحمل عبقاً من موسيقى الشرق.. كما أذكر دندنة أوتار جدتي مولودة خربطلي حين كانت تطرب آذان زوجها بكري الكردي في فناء الدار العربي القديم
من جهته السيد ماهر موقع، عضو مجلس الشعب ورئيس مجلس إدارة نادي شباب العروبة أكد في تصريح صحفي "ضرورة إقامة مثل الفعاليات التي تعزز مكانة هذا الفن الراقي ضمن مجتمعاتنا كون الأدوار والموشحات، تعد إحد دعائم التراث الموسيقي السوري، كما أن الحفاظ عليها من الاندثار أمام الغزو الثقافي الذي يستهدف سوريا، هو انتصار حقيقي يتماشى مع انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية على الأرض".
الجدير بالذكر أن بكري الكردي هو الاسم الفني لهذا لموسيقار الكبيرالراحل، علماً أن اسمه الحقيقي هو باكير مصطفى باكير ولد عام 1909 وتوفي عام 1978، وفي رصيده العديد من الألحان التي غناها كبار المطربين، كما لحّن في جميع قوالب الموسيقى العربية، كالموشح والطقطوقة، وهو يُعتبر من أهم الملّحنين السوريين الذين قدموا ألحاناً خالدة في (قالب الدور المصري، تتلمذ بكري الكردي على يد الشيخ عبد الحميد الموري مؤذن الجامع العمري بحلب، وأخذ عنه النغمات والأوزان والتواشيح الدينية، فيما انضم لاحقاً إلى حلقات الذكر وبدأ يشارك الإنشاد فيها. وكي يزيد من علومه الموسيقية تعلّم العزف على العود بإشراف الفنان سامي صندوق، كما تعلّم قراءة النوتة الموسيقية على يد الشيخ علي الدرويش، في حين تعلّم أصول التلحين في الموشحات على يد الشيخ عمر البطش.
حضر الحفل عدد من الحضور الرسمي إضافة إلى العديد من الفنانين والمتذوقين للطابع الفني والثقافي والتراثي.