وقال المصدر لوكالة "سبوتنيك": "لقد فشلت عدة محاولات للوصول إلى المحطة بالرغم من المساعي الكبيرة التي يبذلها الهلال الأحمر السوري لهذه الغاية، بسبب منع "الإرهابيين" دخول الفرق المتخصصة لإجراء عمليات الصيانة"، لافتاً إلى أن "الإرهابيين قاموا بتحويل المحطة إلى مقر عسكري في وقت يستمر انقطاع مياه الشرب عن أكثر من مليون من أهالي محافظة الحسكة، تشكل هذه المحطة مصدر مياه شربهم الأساسي".
وأكد المصدر أن عدم تمكن الفرق الفنية من الوصول إلى المحطة سيؤدي في حال استمراره إلى وقوع كارثة إنسانية كبيرة يتحمل مسؤوليتها جيش الاحتلال التركي الداعم لهذه الفصائل المسلحة.
ويعد قطع مياه الشرب عن سكان المدن، "استراتيجية" مجربة تعتمدها التنظيمات الإرهابية المسلحة، للضغط على الحكومة السورية، وسبق أن تم استخدام هذه الاستراتيجية في مناطق عدة أبرزها العاصمة دمشق حين قام تنظيم (الجيش الحر) وبعض فصائله التركمانية، بقطع المياه عن 5.5 مليون مواطن مطلع العام 2017.
وأوضح المصدر في المؤسسة العامة للمياه في محافظة الحسكة أن الفصائل التركمانية المسلحة الموالية لجيش الاحتلال التركي، احتجزت أربعة من عمال المؤسسة لمدة أكثر من أسبوع داخل محطة مشروع آبار علوك قبل ان يتمكنوا من الخروج منها وهم بحالة صحية ونفسية سيئة.
وأشار المصدر إلى أن المؤسسة تعتمد حالياً على كمية المياه المخزنة في السد الشرقي في مدينة الحسكة، لتزويد الأهالي بالمياه كحل إسعافي والتي تكفي لمدة تصل إلى حد أقصى لأسبوعين فقط، حيث يتم ضخ كمية تراوح يومياً بين 20 ألف إلى 25 ألف ليتر مكعب عبر برنامج تقنين يصل إلى أسبوع كامل من الانقطاع، مؤكداً أن هذا الحل غير كاف باعتبار أن المياه التي تضخ من السد الشرقي فيها الكثير من العكارة ما جعل الكثير من السكان يمتنعون عن شربها، و الاعتماد عليها في أعمال الغسيل وأعمال المنزل فقط، و الاعتماد بشكل كلي على شراء عبوات المياه المعدنية التي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه منذ بدء أزمة مياه الشرب في محافظة الحسكة.
من جانبها أكدت مصادر محلية بريف الحسكة وقوع خلاف كبير بين المسلحين التركمان داخل محطة مشروع آبار علوك، تطور إلى اشتباك مسلح، وذلك نتيجة خلافهم حول "تسليم أسرى الجيش العربي السوري". وكانت خطوط التغذية الكهربائية للمحطة تعرضت مع بدء العدوان التركي على الأراضي السورية لاستهداف أدى إلى انقطاع المياه عن المدينة غير أن الفرق الفنية تمكنت في الـ 19 من الشهر الجاري من إصلاح الخطوط الكهربائية المغذية للمحطة والتي أعادت نصف الآبار للعمل و البالغة 15 بئرا فقط.