تأخر الاستشارات النيابية
رغم مرور أسبوعين على استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بضغط من الاحتجاجات الشعبية، لم يحدد بعد رئيس الجمهورية ميشال عون موعدا لبدء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس وزراء للبلاد.
يقول عضو "تيار المستقبل" الدكتور مصطفى علوش لـ"سبوتنيك" إن الواقع المعقد كان قبل الحراك بعدة اشهر وربما على مدى سنوات طويلة وهو وضع تتشابك فيه الكثير من الأمور التي تعيق إنشاء دولة مستقرة بشكل واضح، وما أتى به الحراك هو تسريع عملية البحث عن مخارج ولا يزال هناك صراع بين الإبقاء على الوضع القائم على المستوى السياسي كما كان على مدى سنوات وعقود من قبل القوى المتحكمة بالخيار والقرار وبين تحرير هذا القرار من خلال تغيير نمط العلاقات السياسية والاقتصادية".
وأضاف:"هذه الامور لا تزال في مرحلة شد الحبال بين رغبات الناس وبين قرار القوى السياسية في الدفاع عن مواقعها، وأظن أن ما يخرجنا من هذا الواقع نوع من التسوية التي تؤدي الى تغيير دستوري ومنظم لواقع الحال الذي ادى بوصول لبنان إلى هذا الواقع السيء".
شرط تكليف الحريري لرئاسة الحكومة
وشدد علوش على أن الرئيس سعد الحريري يسعى الى حكومة قادرة أن تحكم وأن ترضي الناس، وهذا الواقع موجود بين أخذ ورد بين القوى السياسية الموجودة في البرلمان وبين مطالب الناس، سعد الحريري يميل إلى تلبية مطالب الناس من خلال حكومة تحظى بالثقة على الجهتين وتتمكن ايضاً من نيل الثقة في مجلس النواب للبدء بالعمل وهذا ما يؤخر ولادة الحكومة حتى الان".
واشار إلى أن الحريري يفضل أن يكون خارج الحكم على أن ياتي بحكومة شبيهة بالتي كانت.
سيناريو الخروج من الأزمة السياسية
ولفت علوش أن المطلوب تأليف حكومة من إختصاصيين مطعمة بوجوه سياسية تمثل الأحزاب ولكن من النوع غير النافر وأن نذهب إلى إدارة الإنهيار لأننا في وضع انهيار اقتصادي، والبدء بالاصلاحات البنيوية في لبنان، عدا عن ذلك فإن الفوضى هي التي ستعم وأظن بأن بوادر العنف قد تظهر باي لحظة.
إنكماش اقتصادي
يقول كبير الاقتصاديين لمجموعة بنك بيبلوس نسيب غبريال لـ"سبوتنيك" إن الوضع الاقتصادي قبل بدء الحراك الشعبي والاعتصامات في لبنان كان في وضع انكماش بعد سنتين من فرض ضرائب ورسوم من قبل الحكومات المتعاقبة وعدم معالجة المسائل الأساسية وهي الكلفة المرتفعة التشغيلية للمؤسسات والشركات في لبنان ومنها إهمال وضع البنى التحتية والمناخ الاستثماري وتنافسية الاقتصاد...وكان متوقعاً أن يكون الانكماش الاقتصادي في لبنان عام 2019 1% مقارنة مع نمو 0،4% عام 2018، هذا التوقع كان قبل الحراك الشعبي أما اليوم هناك العديد من إقفال المؤسسات والمصارف وهذا يؤثر على الحركة الاقتصادية.
صدمة ايجابية للخروج من الازمة الاقتصادية
واشار غبريال إلى أن الجميع بإنتظار صدمة إيجابية إقتصادياً من خلال تشكيل حكومة لها مصداقية تأخذ اجراءات فعلية على الأرض تؤدي إلى رفع ثقة المستهلك والمستثمر وتضخ سيولة في الأسواق وبالتالي تحرك العجلة الاقتصادية والتجارية في البلد.
وشدد على أن الكتلة النقدية في العملات الأجنبية في لبنان أكثريتها الساحقة في الجهاز المصرفي إن في المصارف التجارية أو في مصرف لبنان، و 73% من الودائع في القطاع المصرفي هو من العملات الأجنبية ما يحدث خارج القطاع المصرفي لا يعكس بالضرورة وضع الكتلة النقدية بالعملات الأجنبية.
إضراب موظفي المصارف
هذا وأعلن اتحاد نقابات موظفي المصارف الإضراب في القطاع المصرفي داعياً إلى التوقف عن العمل من صباح اليوم حتى عودة الهدوء الى الأوضاع العامة التي يحتاجها القطاع المصرفي لمعاودة العمل بشكله الطبيعي المعتاد.
ولفت غبريال إلى أن بعض الزبائن استخدم عبارات غير لائقة بالتعامل مع الموظفين والنقابة أولويتها حماية الموظفين، ولكن ايضاً المواطن يخضع لحملات تهويل وتخويف وتهجم على القطاع المصرفي، الوضع يجب أن يهدأ".
وأكد أن القطاع المصرفي اللبناني وعلى عكس الصورة التي تعطى عنه ليس على جزيرة منعزلة، القطاع المصرفي بدأ يشعر بتراجع الحركة الاقتصادية منذ 3 سنوات واليوم هو في خضم الوضع الاقتصادي وهناك تداعيات على القطاع المصرفي وهذا شيء طبيعي القطاع المصرفي بأي بلد يتأثر بالاوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية.
زيادة في سعر الخبز
يقول رئيس اتحاد نقابات المخابز والأفران كاظم إبراهيم لـ"سبوتنيك" إنه لا يوجد أزمة في تأمين الخبز، لأن الطحين متوفر"، مؤكداً أن هناك شائعات كثيرة تطال هذا القطاع.
واشار إلى أن هناك بعض الاطراف التي تريد خلق مشاكل، بالنسبة للرغيف كل شيء متوفر ولا يوجد اي إشكال.
ولفت ابراهيم أن مشكلة الاستيراد بالدولار الامريكي لا تزال قائمة، وحول إمكانية رفع سعر ربطة الخبر قال:" نجري تفاهم مع وزارة الاقتصاد، إذا الظروف حكمت على صاحب المطحنة أو على موزعي المحروقات زيادة في السعر بالمقابل نحن نزيد، ولكن لدينا مرجعية وهي وزارة الاقتصاد بعد إجراء دراسة لا يوجد شيء عشوائي".
إقفال محطات البنزين
اقفلت معظم محطات المحروقات في مختلف المناطق اللبنانية بعد نفاذ المحروقات في خزاناتها.
واشار نقيب أصحاب محطات توزيع المحروقات سامي البراكس أن ازمة المحروقات التي تشهدها البلاد، ناتجة عن اخلال مصرف لبنان بالتعهد بتأمين الدولار الاميركي لكامل اعتمادات الشركات المستوردة للنفط، ولم يؤمن لها الا %85 منها.
وقال البراكس لـ"سبوتنيك"، "إنه تم الاتفاق مع كل المعنيين على قبض ثمن المحروقات بالليرة اللبنانية مقابل أن يؤمن مصرف لبنان التحويل للدولار بواسطة المصارف بالسعر الرسمي 1515 ليرة للدولار".
وأضاف: "الشركات تريد تنفيذ مطالبها، يريدون أن تدفع لهم المحطات بالدولار، على الرغم من الاتفاق الذي جرى مع الرئيس سعد الحريري والبنك المركزي والشركات على الدفع باللبناني وأن تصرف لهم الدولة كل يوم حسب السعر الرسمي للدولار".
وطالب البراكس "بجدول ترتيب الأسعار من الدولة ونحن نلتزم به نشتري بالليرة اللبنانية ونبيع بالليرة اللبنانية هذا مطلبنا".
لا مدارس ولا جامعات
تتواصل الاحتجاجات الطلابية في مختلف المناطق اللبنانية في إطار الحراك الشعبي المستمر منذ ال 17 أكتوبر/تشرين الأول، نتيجة الوضع المعيشي والاقتصادي المتدهور في البلاد. ويشارك طلاب المدارس والجامعات بمسيرات وتجمعات أمام المرافق العام.
وأعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب، أمس الاثنين، أنه "نظراً لاستمرار الانتفاضة الشعبية التي دعت الى الإضراب العام غداً، وحفاظاً على سلامة الطلاب واحتراماً لحقهم في التعبير الديمقراطي، تعطّل الدروس يوم غدٍ الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019 في كل المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات".