وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقريرها الصادر الجمعة، أن مهندسي "غوغل" يعملون خلف الكواليس على تغيير الخوارزميات التي تغير نتائج البحث.
كما تطرق التقرير إلى "نشوب صراع بداخل أروقة "غوغل" بشأن خوارزمية البحث، إذ اختلف المؤسسان المشاركان "سيرجي برين" و"لاري بيغ" بشأن كيفية التعامل مع المحتوى غير المرغوب فيه والمحتوى المفعم بالكراهية في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، إذ فضل "برين" اتباع نهج عدم التفاؤل، وحث "بيغ" على تدخل أكثر استباقية".
وأوضح التقرير أن "برين سمح للمواقع المعادية لليهود بالظهور ضمن نتائج البحث عند البحث عن مصطلح يهودي، إلى جانب إخلاء مسؤولية بأن النتائج تولّد بصورة موضوعية تماما ومستقلة عن معتقدات وتفضيلات أولئك الذين يعملون في غوغل".
وكشفت الصحيفة أن "بيغ دفع نحو نهج أكثر صرامة تجاه المواقع المزعجة، وأخبر مسؤولا تنفيذيا في قسم البحث حينئذ بأنه عليه القيام بما يجب فقط"، ثم توجه إلى برين باتهامات لـ"تدمير الشركة"، ولذلك، غيرت "غوغل" في النهاية خوارزمياتها لمحاربة المواقع المزعجة، وسمحت بمزيد من التدخل اليدوي.
من جانبها، نفت شركة "غوغل" المزاعم التي وردت في تقرير "وول ستريت جورنال"، وأشار المتحدث باسمها إلى أن
"تقريرها يعتمد على الحكايات التي لم تعد تنطبق على سياساتها الحالية المتعلقة بالبحث".
وأكد أن "الشركة لا تفكر في الإيديولوجية السياسية عند ضبط الخوارزميات أو المنتجات أو السياسات".
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتهم شركة "غوغل" الشهيرة في أغسطس/آب 2018 بالتلاعب المقصود بنتائج محرك بحثها، لتظهر نتائج تتوافق مع من سماهم "الإعلام الكاذب"، وخص بالذكر منهم شبكة "سي إن إن" الأمريكية للأنباء.
وجاء في تغريدة لـ"ترامب" عبر حسابه على موقع"تويتر": "في حال البحث على غوغل عن "أخبار ترامب" لا تعرض نتائج سوى تقارير وأخبار الإعلام الكاذب، بعبارة أخرى هي مدبّرة، إنهم يتلاعبون ضدي وضد آخرين بحيث تكون جميع الأخبار والقصص عني سيئة. ولتظهر نتائج "سي إن إن" الكاذبة وتختفي نتائج أخبار المحافظين/ الجمهوريين ووسائل الإعلام الصادقة. أليس هذا غير شرعي؟"
وتابع في تغريدة لاحقة: "تأتي 96% من نتائج البحث عن "أخبار ترامب" من وسائل إعلام اليسار، هذا خطير. غوغل وغيرها يقمعون صوت المحافظين ويخفون معلومات وأخبار جيدة. هم يتحكمون بما يمكننا رؤيته".
ومن ناحيتها، ردت شركة "غوغل" على اتهامات ترامب، بأنها لا تتلاعب بنتائج البحث لأي أغراض سياسية، وقالت في بيان لها: "عندما يكتب المستخدمون أي سؤال فى شريط بحث "غوغل"، فإن هدفنا هو التأكد من أنهم يتلقون الإجابات الأكثر ملاءمة خلال بضع ثوان، فلا يتم استخدم البحث لتحقيق أي جدول أعمال سياسي، ولا نعدل نتائجنا وفقا لأي أيديولوجية سياسية، وفي كل عام نصدر مئات التحسينات على الخوارزميات لضمان ظهور محتوى عالي الجودة استجابة إلى استعلامات المستخدمين، ونعمل باستمرار على تحسين بحث "غوغل"، ولا نقوم مطلقا بترتيب نتائج البحث للتلاعب بالمشاعر السياسية".