وسأل الصحفي، العاهل السعودي وقتها عن موقفه من القضية الفلسطينية، ومطالبة اليهود بها كوطن تاريخي.
ووفقا لمقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أجاب الملك المؤسس: "رأيي في مسألة فلسطين لم أعلن عنه حتى الآن للعرب، تحاشيا لأن أضعهم في موقف محرج مع الحلفاء، ولكن بمناسبة زيارتكم لنا وبموجب أننا أصدقاء، أحببت اطلاعكم على ما لدي لأجل بيانه للشعب الأمريكي الصديق، ليفهم الحقيقة".
وتابع صانع المقطع على لسان الملك المؤسس "أولا أنني لا لأعلم أن لليهود أمرا يبرر مطالبهم في فلسطين، لأن فلسطين كانت من قبل البعثة المحمدية بقرون لبني إسرائيل، وقد تسلط عليهم الرومان في ذلك الوقت وقتلوهم وشتتوا شملهم ولم يبق أثر لحكمهم فيها".
وأضاف "العرب استولوا عليها من الرومان منذ 1300 سنة، ومنذ ذلك الوقت هي بيد المسلمين، وهذا يظهر أنه ليس لليهود حق في دعواهم، لأن جميع بلدان العالم تقلبت عليها شعوب تمتلكها وصارت الآن وطنا لهم لا منازع فيه".
وأكمل "فلو أردنا تعقيب نظرية اليهود، لوجب على الكثير من شعوب العالم أن يرحلون من بلادهم وفلسطين من ضمن هذه البلاد".
وواصل الملك المؤسس "أرى أن تشبث اليهود في هذه البلاد من الخطأ، أولا لأنه ظلم للعرب والمسلمين، ثانيا أنه يورث الفتن والقلاقل بين المسلمين وأصدقائهم الحلفاء، وهذا لا فائدة منه".
واستمر الملك المؤسس "إذا كان اليهود يريدون محل يسكنونه، فبلاد أوروبا وأمريكا أوسع وأخصب من هذه البلاد وأتم لمصالحهم، وهذا هو الإنصاف ولا فائدة في إدخال الحلفاء والمسلمين في مشكلة ليس من ورائها طائل".
رأي الملك عبدالعزيز في مسألة فلسطين، في لقاء تم نشره في مجلة LIFE الأمريكية عام 1943، هذه الوثائق توضح الموقف التاريخي للمملكة، وتنسف الإشاعات التي يتداولها المتطفلون على التاريخ. pic.twitter.com/HGLmN8yRVi
— ابن جلدون (@JLdoon) November 11, 2019
وأضاف الملك المؤسس "أما سكان فلسطين القدماء من اليهود، من رأيي أن يتفق العرب مع أصدقائها على حفظ مصالحها، على شرط ألا يقومون بأعمال تثير الفتن وألا يسعوا لشراء أملاك العرب بما لهم من قدرة وأموال طائلة لأجل تنفيذ مقاصدهم، وهذا ضياع ومضرة لأهل فلسطين ويسبب لهم الفقر والاضمحلال. أما العرب فأنهم يعطونهم حقوقهم اللازمة ويتعهدون بها".
ويسجل التاريخ أنه في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917، وخلال الحرب العالمية الأولى، نشرت الحكومة البريطانية وعد بلفور الذي أكد دعم بريطانيا لطموحات الحركة الصهيونية في إقامة دولة يهودية بفلسطين.
وبعد الحرب أقرت عصبة الأمم وعد بلفور كالهدف النهائي لحكم الانتداب البريطاني في فلسطين، وعقب المحرقة النازية التي تعرض لها المواطنون اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1947، شهد العالم قرار تقسيم فلسطين والذي أعطى اليهود المقيمين في فلسطين 55% من الأرض، عندما كانوا يشكّلون 30% من السكان، مؤكدا بضرورة توطين لاجئي المحرقة النازية.
ورفض العرب قرار التقسيم آنذاك، وشن سكان فلسطين هجمات ضد السكان اليهود، ردت عليها المنظمات الصهيونية العسكرية، لتقرر بريطانيا الانسحاب من فلسطين وإعلان انتهاء الانتداب في 1948.
وفي مايو/أيار 1948، أُعلن رسميا قيام "دولة إسرائيل" دون الإعلان عن حدودها، وخاضت خمس دول عربية الحرب مع الدولة الوليدة، وكانت النتيجة توسع إسرائيل على 75% تقريبا من أراضي الانتداب سابقا.
وعقب الانتصار في حرب عام 1967، أعلنت إسرائيل سيطرتها على الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية، كما أعلنت حكومة إسرائيل عن ضم القدس الشرقية والقرى المجاورة لها إلى إسرائيل عند انتهاء الحرب، قبل أن تنجح مصر في استرداد سيناء وتعيد إسرائيل مدينة القنيطرة لسوريا، عقب الهزيمة في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، أمام الجيشين المصري والسوري.