وقد أفردت الثقافات المختلفة منذ بدء الخليقة الأمثال والحكايات على الصداقة الحقة وحذرت من الأصدقاء الوهميين، حيث قال شاعر العربية الأول أبو الطيب المتنبي "شرُّ البلاد بلادٌ لا صديقَ بها، وشرُّ ما يكسبُ الإنسانُ ما يصمُ".
صاحب الكل ليس له أصدقاء
برهنت دراسة حديثة على صحة تلك المقولة، إذ أكدت أن مئات من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لا يغني الشخص عن مجموعة من الأصدقاء المقربين في الحياة الواقعية.
واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم عدد قليل من الأصدقاء فقط كانوا على الأقل سعداء بل أفضل من هؤلاء الذين لديهم مجموعة كبيرة من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقال الباحثون إن وسائل التواصل الاجتماعي شجعت الشباب على أن يكون لديهم علاقات أكبر ولكن غير شخصية من "الأصدقاء".
واعتبر الباحثون أن، العلاج الأفضل للوحدة قد يكون قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء المقربين.
أجرى علماء من جامعة ليدز دراستهم باستخدام بيانات من استبيانين عبر الإنترنت أجريا على 1،496 شخصا من قِبل منظمة أبحاث غير ربحية.
الصديق عن الوحدة
كشف الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة عن أعمارهم، وتشكيل شبكاتهم الاجتماعية، وعدد المرات التي كان لديهم فيها أنواع مختلفة من التفاعلات الاجتماعية، ومشاعرهم الخاصة بالرفاهية.
Quality of friends – NOT quantity – is the key to being happy, study finds https://t.co/TTpX7AujZ7
— Daily Mail Online (@MailOnline) November 19, 2019
لقد تضمنت تفاصيل عن عدد المرات وكيف تفاعلوا مع العائلة أو الجيران، وما إذا كانوا قد أدرجوا الأشخاص الذين قدموا الخدمات لهم في شبكاتهم.
أكدت الدراسة، أن عدد الأصدقاء المقربين هم فقط الذين أثروا على مدى رضاهم عن حياتهم الاجتماعية.
وقالت الدكتورة ويندي بروين دي بروين: "لا علاقة للوحدة بعدد الأصدقاء لديك، إذا كنت تشعر بالوحدة، فقد يكون من المفيد إجراء اتصال إيجابي مع صديق مقرب وهذا أفضل من محاولة البحث عن أشخاص جدد للقائهم".
وفي دراسة أخرى أجرتها الدكتورة بروين وجدت أن، " كبار السن يميلون إلى امتلاك شبكات اجتماعية أصغر، بينما الأشخاص الأصغر سنا لديهم شبكات صداقة أكبر ولكن معظمهم ليسوا أصدقاء حقيقيين، فقط أشخاص يعرفونهم ولم يساهموا في سعادتهم.