القوات المسلحة الليبية طالبت الجانب الإيطالي بتقديم شرح رسمي بشأن دخول الطائرة الأجواء الليبية، خاصة أن العديد من المعلومات منها ما هو رسمي وغير رسمي، أكدت الوجود الإيطالي على الأراضي الليبية، رغم نفي إيطاليا للأمر.
الرد الإيطالي على الواقعة، جاء عبر تعليق وزارة الدفاع الإيطالية، حيث قالت الوزارة في بيان رسمي صادر عنها ونشرته على حسابها الرسمي في موقع "تويتر"، إن الطائرة المسيرة طراز "بريداتور"، التابعة لسلاح الجو الإيطالي التي أُعلن اليوم عن إسقاطها فوق الجبال الشمالية لترهونة، كانت تعمل ضمن مهمة "البحر الآمن"، أو ما يُعرف بالإيطالية بمهمة "ماري سيكورو".
الرد الرسمي من جانب القوات المسلحة الليبية، جاء على لسان العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الليبية وآمر المركز الإعلامي لغرفة "عمليات الكرامة"، حيث قال لـ"سبوتنيك"، أمس الأربعاء، إن التفسير الإيطالي تركز على أن هذه الطائرة كانت خاصة بعمليات متابعة المهاجرين غير الشرعيين، وأن بعض التشويش الذي وقع عليها غير مسارها.
Oggi è precipitato sul territorio libico un #Predator, velivolo a pilotaggio remoto dell' #AeronauticaMilitare che stava svolgendo una missione a supporto dell'operazione Mare Sicuro. Sono in corso approfondimenti per accertare le cause dell'evento#UnaForzaperilPaese pic.twitter.com/WBMyvH1a0z
— Forze Armate StatoMaggioreDifesa (@SM_Difesa) November 20, 2019
وأضاف المحجوب "وجودها فوق محاور القتال يحتاج إلى تفسير، خاصة أنها طائرة استطلاع ومعلومات، إلا أنه لم نسجل مشاركة مباشرة من الجانب الإيطالي في هذا الجانب، ويحتاج إلى تفسير دقيق".
وبشأن رصد مثل هذه الاختراقات في السابق، أوضح المحجوب أنه لم يبلغ بمثل هذه الحوادث في وقت سابق، خاصة أن الدفاعات الجوية الليبية تستهدف أية طائرات تدخل المجال الجوي المحدد ضمن نطاق العمليات العسكرية.
وبشأن التواجد الإيطالي في مصراته ومدى مساهمة القوات العسكرية في دعم قوات الوفاق، أجاب المحجوب: "إيطاليا كانت أعلنت في وسائل الإعلام الخاصة بها، وصرحت بوجود عناصر لها في مصراته، وقالت أنها سحبت العناصر، وهي تصريحات معلنة".
المجلس الأعلى للدولة
على الجانب الأخر، يقول محمد معزب، عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا، أنه لا وجود لقواعد عسكرية أو قوات عسكرية إيطالية.
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن وجود المستشفيات الميدانية يختلف عن الوجود العسكري، وأن هناك مستشفيات ميدانية من جنسيات مختلفة إلا أنها تحت إشراف الحكومة.
وشدد عن أن المعلومات الخاصة بمئات الجنود تم تأكيدها من أكثر من مصدر محلي على الأرض في مصراتة ومناطق الاشتباك.
يدلل الزبيدي على قوله بأن إسقاط الطائرة الإيطالية الأخيرة فوق سماء ترهونة، يؤكد أن غرف التحكم موجودة في الأراضي الليبية، خاصة في ظل صعوبة التحكم في طائرة استطلاع من الأراضي الإيطالية لهذه المسافة وسط ليبيا.
ويشدد أيضا على أن التعاون المعلن بين "حرس المنشآت" التي يصفها بالمليشيات، يؤكد ذلك خاصة أن استقبال عبد الرحمن ميلاد، المعروف بالبيدجا، يؤكد ذلك خاصة أن "البيدجا" مطلوب في جرائم عدة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قالت وزارة الداخلية الليبية في حكومة الوفاق، أصدرت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق بياناً، حول ما قالت إنه "استضافة قناة إيطالية لقاء مع شخص مطلوب يسمي عبد الرحمن ميلاد"، وحديثه وهو يرتدي الزي الرسمي"، في إشارة منها لـ "البيدجا" مسؤول خفر السواحل بالزاوية.
وتابعت الوزارة أنها: "تولي ملف متابعة كل المطلوبين، وبأن آخرين تواروا على الأنظار واستغلوا ما أسمته" الهجوم المسلح على العاصمة "لإعادة الظهور وحاولوا استغلال الوضع الأمني ولكن المعني – أي البيدجا – عاد للاختفاء بمجرد علمه بأنه متابع ومطلوب ضبطه"، وذلك في إشارة منها لظهوره في الجبهات بالعاصمة طرابلس، بحسب صحيف "المرصد" الليبية.
يعاود الزبيدي حديثه بأن استقبال إيطاليا لـ"البيدجا"، يؤكد العمليات التي تقوم بها داخل الأراضي الليبية، خاصة أنها منحت خفر السواحل بعض الأسلحة والأدوات البحرية لمنع وصول المهاجرين إليها.
يشدد الزبيدي على أن الجانب الإيطالي لم يعلن صراحة عن الوجود العسكري على الأرض، إلا أن الروابط الاجتماعية بين القبائل الليبي تسهل نقل المعلومات والصور أيضا لجميع من يتواجد على الأرض من جنسيات أجنبية.
وأشار إلى أن هناك بعض الرحلات تم رصدها من جنوب إيطاليا إلى ليبيا، وأن غرف تحكم وسيطرة ودعم موجودة على الأراضي الليبية.
يشير الزبيدي أيضا إلى أن القوات الإيطالية موجودة لتأمين خط أنبوب الغاز الممتد من مليتا غرب الزاوية إلى إيطاليا، والذي يخرج من حقل أوباري الجنوب الغربي إلى مليتا ثم يمر تحت البحر وصولا إلى إيطاليا.
في حوار سابق لعضو المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق، فتحي المجبري، مع "سبوتنيك"، والذي علق عضويته منذ فترة، قال: "للأسف لم نطلع على ما يقوم به السيد فايز السراج، واعترضنا على دخول القوات الإيطالية إلى ليبيا، كما أنه لم يعد داخل المجلس الرئاسي مسألة إقامة قاعدة إيطالية في مصراته، وربما كنا على إطلاع بإقامة مستشفى ميداني خلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، لكن أكثر من ذلك لم تكن لدينا أي معلومة بشأن السماح بوجود قوات إيطالية أو غير إيطالية."
في أغسطس/أيلول الماضي، أعلن مدير الإعلام في مكتب القيادة العامة للجيش الليبي، خليفة العبيدي، لوكالة "سبوتنيك"، عن تحرك قطع بحرية إيطالية، باتجاه سرت، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الليبية تلقت أوامر بالتعامل معها حال وصولها المياه الإقليمية الليبية.
وقال العبيدي: "أصدر القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفه حفتر، أوامره للقواعد البحرية الليبية في طبرق - بنغازي - راس لانوف - طرابلس بالتصدي لأي قطعة بحرية تدخل المياه الإقليمية دون إذن من الجيش."
وبحسب مصادر ليبية مطلعة، فإن العديد من الخبراء وعمليات نقل الأسلحة تتم من الدول الداعمة للمليشيات عبر ميناء مدينة مصراتة، والتي تتواجد فيها القوات الإيطالية.