مناورات "السيف الأزرق 2019"، التي أجريت في قاعدة الملك فيصل، مقر القيادة البحرية السعودية الغربية، تعد من الأحداث الهامة، خاصة أنها تعزز تواجد الصين في مضيق باب المندب ومنطقة البحر الأحمر، وهو ما طرح تساؤلات حول موقف الولايات المتحدة الأمريكية ومستقبل العلاقات الخليجية الأمريكية.
يقول العميد حسن الشهري، الخبير الاستراتيجي السعودي، إن المملكة العربية السعودية يحق لها توجيه بوصلتها 360 درجة بشأن توازن علاقاتها الخارجية .
#القوات_البحرية_الملكية_السعودية تنفذ التمرين البحري #السيف_الأزرق_2019 مع نظيرتها الصين بجدة.https://t.co/8fA1oD5xbk pic.twitter.com/WXfeNSCbIY
— وزارة الدفاع 🇸🇦 (@modgovksa) November 17, 2019
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، السبت، أن "علاقات المملكة منفتحة مع الجميع، ولا يمكن لأحد أن يوقف بوصلتها بأي اتجاه، كما أن العلاقات القوية مع الغرب قائمة على الشراكة التي لا تمنع السعودية من البحث عما يحقق مصالحها ويضمن أمنها الوطني والإقليمي، سواء كان بالتعاون مع الاتحاد الروسي أو الصين أو أي دولة أخرى".
وأوضح الشهري أن "هذه المواقف والتوجهات تترك بعض الأثر السلبي، حيث تستخدمها بعض الأطراف في الداخل الأمريكي، كما جاءت من تصريحات على لسان نائب الرئيس السابق في عهد أوباما، وأن حنكة وحكمة السعودية تجعلها ترد في الوقت المناسب".
وأشار إلى أن "البيئة الدولية تساعد في الوقت الراهن على الانفتاح على الجميع، خاصة أنه يمكن استحضار عام 1945، حين ظهرت الولايات المتحدة والاتحاد الروسي كقوتين عظميين في ذلك الوقت، وهو ما يمكن القول معه أن التراجع الأمريكي الكبير في الوقت الراهن سيظهر روسيا والصين كقوتين عظميين للقرن الواحد والعشرين، بالتزامن مع تراجع الاتحاد الأوروبي".
تأثر العلاقات
وبحسب قوله، فإن السعودية "ستحافظ على علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، كما أنها تنفتح بشكل كبير على موسكو والصين وجنوب أفريقيا".
#انفوجرافيك_الدفاع#القوات_البحرية_الملكية_السعودية تنفذ التمرين البحري #السيف_الأزرق_2019 مع نظيرتها الصين بجدة. pic.twitter.com/ZY71PT5Tq7
— وزارة الدفاع 🇸🇦 (@modgovksa) November 17, 2019
ولفت إلى أن الولايات المتحدة "تحاول كبح جماح روسيا في بيع أسلحتها بالمنطقة، في الوقت الذي يعارض في أكثر من 100 نائب في الكونغرس، السياسة الأمريكية، ومنها بيع وشراء الأراضي الفلسطينية المحتلة وأراضي سوريا، وهو غير جائز، في حين أن القضية الفلسطينية هي قضية جوهرية للعالم العربي وبشكل خاص للسعودية".
وبحسب قوله فإن "المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ترتكز على ثلاثة محاور، أولها أمن إسرائيل والمحافظة على تدفق النفط بما يتوافق مع السياسية الاقتصادية الأمريكية، ومكافحة الإرهاب ووضعه كعنوان يستثمر في الكثير من الأحيان لأغراض لا تتماشى مع الأمن الدولي".
وشدد على أن السعودية "ستعمل على إصلاح أي خلل في التوازنات، ولن تكون البادية في توسيع الشق بين الولايات المتحدة وأي طرف آخر".
وختم قوله بأن السعودية هي دولة ذات سيادة وإرادة ويحق لها تحرك بوصلتها 360 درجة، وأن الرياض تحدث الفارق أينما وجدت.
وأنشأت الصين، ضمن الفكرة الاستراتيجية "طريق الحرير الجديد"، ميناء مدنيا في جيبوتي، وبعد سنوات أنشأت ميناء عسكريا أيضًا.
وبحسب موقع العربية، فإن المناورة البحرية المشتركة بين الدولتين تؤدي إلى رفع مستوى العلاقات وبناء الثقة بين الدولتين والقوات البحرية العاملة في نفس المنطقة، وكذلك تؤدي لشراء معدات وأنظمة قتالية للبحرية السعودية من الصين.