تدور أحداث الفيلم حول أربعة مخرجين شبان يحاولون رسم ملامح الهوية السينمائية المغربية في فترة السبعينيات، وهي الفترة التي كانت السينما المغربية فيها تتلمس خطواتها وتحاول إعادة تعريف نفسها في حقبة ما بعد الاستقلال.
يقرر الأربعة النزول إلى الشوارع للتحاور مع الناس ومعرفة انطباعاتهم عن السينما المغربية وتوقعاتهم لما يجب أن تتناوله هذه السينما.
بطبيعة الحال تتنوع الإجابات بين من لا يهتم سوى بالقيمة الترفيهية للسينما ومن يريد للسينما أن تكون صوت الطبقة العاملة والمنبر البصري لطرح مشاكلها ومن يريد أفلاما شخصية حميمية، لكن الإجابة التي تثير اهتمام المخرجين الأربعة تأتيهم على لسان عامل ميناء عندما يقول لهم "أنا لا أعرف ما انتظره من السينما".
يقودهم فضولهم تجاه هذا العامل إلى تتبعه وتتخذ أحداث الفيلم منحى مثيراً عندما يوثق هؤلاء المخرجون بكاميرتهم جريمة قتل يرتكبها هذا العامل. ويجبرهم البحث عن الدافع وراء هذه الجريمة على إعادة النظر في تصوراتهم عن السينما ودور الفنان في المجتمع.
يغلب على الفيلم الروائي طابع وثائقي واضح، بفضل الحركة الانسيابية للكاميرا التي تدور لتلتقط المحادثات بشكل يبدو عشوائيا. ويشارك في بطولة الفيلم نخبة من أهم فناني ومثقفي المغرب في ذلك الوقت مثل محمد الدرهم نجم مجموعة جيل جيلالة، وعبد العزيز الطاهري وعمر السيد نجمي من مجموعة ناس الغيوان، والصحفي خالد الجامعي، والشاعر مصطفى نيسابوري والمخرج شفيق السحيمي.
لكن عنصر المغامرة في هذا الفيلم لا يقتصر على فكرته فحسب بل على ظروف إنتاجه وعرضه أيضا. فالفيلم الذي أنتج عام 1974 لم يعرض سوى مرة واحدة في باريس قبل أن يصدر قرار بمنع عرضه في المغرب، لينتهي الأمر بالفيلم في خزانة الأرشيف بإقليم كتالونيا الإسباني ويطويه النسيان لعقود حتى اعتقد أنه فقد.
لكن مؤسسة "فيلموتيكا دي كتالونيا" استخرجت النسخة الأصلية من الفيلم المصورة بخام 16 ميليمترا وعملت على ترميمه ليعود الفيلم إلى النور مرة أخرى ويعرض بعد أكثر من أربعين عاما على إنتاجه للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي في فبراير/ شباط الماضي.
ويعرض قسم بانوراما السينما المغربية خمسة أفلام تعد علامات مميزة في تاريخ السينما المغربية في مختلف مراحله.
وتستمر الدورة الحالية من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حتى السابع من ديسمبر/ كانون الأول.