ووفقا لما نشرته بوابة "الأهرام"، تم نقل أقدم طرف صناعي لمتحف الحضارة من المتحف المصري مساء أمس السبت بعد إجراء تجارب علمية له في جامعة زيورخ بسويسرا.
وقال محمد وحيد علي إخصائي ترميم الآثار والمشرف على وحدة استقبال الآثار بمتحف الحضارة في تصريحات خاصة لــ"بوابة الأهرام" إن القدم لابنة كاهن وقد تم العثور عليها في عام 2000 في مقبرة الشيخ عبد القرنة غرب الأقصر، مؤكداً أن علماء المصريات في جامعة بازل بسويسرا قاموا بإجراء دراسات علمية علي القدم بالاشتراك مع المتحف المصري منذ عام 2017.
وأوضح الأثري محمد وحيد علي أنه من خلال استخدام الأدوات المجهرية الحديثة، وتقنية الأشعة السينية، والتصوير المقطعي بالكمبيوتر، أمكن للباحثين في سويسرا القول بأن أصابع القدم قد أعيد تركيبها عدة مرات لضمان راحة مرتديها، مؤكدا أن المصريين استخدموا آلات جراحة في بتر الأعضاء، حيث لوحظ في المومياوات آثار عمليات في عظام الجمجمة.
وبفضل ما توصلوا له، تمكنوا من تحديد الجزء الذي يمكن منه فتح الجسم البشري والوصول إلى الأعضاء الداخلية وتحنيطها دون إتلافها من خلال فتحة صغيرة لا يتجاوز طولها بضعة سنتيمترات في الجانب الأيسر من البطن، وكانوا يقومون خلال عملية التحنيط بربط أجزاء الجسم بعضها ببعض، وهو ما أكسبهم قدرة على إجراء عمليات جراحية عثر على آثارها في بعض المومياوات قبل حوالي 4500 سنة.
وأثبت علماء أن الفراعنة نجحوا في إرجاع معالم الوجه، مثلما برعوا في إرجاع كسور العظام في الجسد، حيث تم العثور على عينين اصطناعيتين لمومياء لطفل لم يتعد الرابعة عشرة من العمر، وكانتا مصنوعتين من القطن والراتينج الممزوجين معا.
وخلال أحد الأبحاث العلمية التي أجريت علي المومياوات الفرعونية منذ سنوات، تمكن فريق طبي بريطاني من اكتشاف خضوع مومياء لجراحة تركيب مسمار معدني في الركبة يصل بين الفخذ وأسفل الركبة، كجراحة تعويضية متطورة للغاية.
وكان تصميم المسمار يتفق مع التصاميم الحالية، والتي تصنع وفق دراسة حركة وتشريح الأعضاء وعلاقتها ببعضها البعض.