ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تضمن معلومات من داخل التحقيقات السرية، التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي"، والتي توصلت إلى ما كان يشاهده الضابط السعودي، ليلة إطلاقه النار داخل القاعدة العسكرية الأمريكية.
وتابعت "كان يشاهد تلك المقاطع خلال حفل عشاء قبل ليلة من تنفيذ هجومه".
وقال المصدر إن الضابط السعودي كان يزور قبل إطلاقه النار مع 3 متدربين عسكريين سعوديين آخرين مدينة نيويورك، وزاروا العديد من المتاحف، ويبحث المحققون حاليا إذا ما كان الضابط التقى أي شخص خلال تلك الزيارة أم لا.
وأوضحت المصادر أن الضابط السعودي، كان يسافر كثيرا بين السعودية والولايات المتحدة، ولوحظ خلال زياراته الأخيرة أنه أصبح "أكثر تدينا".
طابع إرهابي
ومن جانبها، نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا حول بحث جهات التحقيق الأمريكية، عن وجود أي طابع إرهابي في عملية إطلاق النار في القاعدة الأمريكية.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ومصدر في جهات التحقيق، قولهما إنه لا توجد أي صلات واضحة بين الضابط العسكري السعودي المتورط في حادثة إطلاق النار، وبين جماعات إرهابية.
وقال المسؤول بالإدارة الأمريكية: "هناك بعض البيانات المتعلقة بالمواد التي كان يدخل عليها الضابط السعودي، لكن التحقيق لا يزال في بداياته، لكنه لم تظهر أي علاقات مشبوهة له مع جماعات إرهابية".
وأشار المصدر في مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلى أنه لا يمكن حتى الآن اعتبار الحادث أنه ذا "طابع إرهابي"، مضيفا "لكن هذا القرار لا يزال موضوع مداولات داخلية بين عملاء في فلوريدا".
وتابع "العديد من الأفراد والموارد من فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، والشعبة الجنائية، وفريق الاستجابة للأدلة، ووكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين تم نشرهم في المملكة العربية السعودية يواصلون العمل بشكل مشترك على التحقيق".
وقالت مصادر أخرى لـ"سي إن إن": "تم فحص كافة سجلات الطالب السعودي، وكذلك البرنامج التدريبي الذي كان يخوضه قبل حادثة إطلاق النار مباشر، ولما يظهر عليه أي شيء يدعو للقلق".
وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قد قال إنه لا يستطيع الجزم، في هذه المرحلة، بأن إطلاق النار في القاعدة الأمريكية "عملا إرهابيا"، مطالبا بالسماح للمحققين بالقيام بعملهم.
ولقي يوم الجمعة الماضي، 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 7 آخرون في حادث إطلاق نار في قاعدة جوية تابعة للبحرية الأمريكية في ولاية فلوريدا، فيما أعلنت البحرية الأمريكية مقتل المهاجم أيضا.
وأكدت البحرية الأمريكية في تغريدة لها على تويتر، مقتل مطلق الرصاص، بالإضافة إلى شخصين آخرين فيما تم نقل المصابين إلى المستشفيات المحلية، بينما توفي أحد الأشخاص متأثرا بإصابته.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن مطلق النار داخل قاعدة "بينساكولا" الجوية، طالب سعودي الجنسية، كان يتدرب على الطيران في الولايات المتحدة.
وفي أول رد فعل سعودي، أصدر الملك سلمان، توجيهاته للأجهزة الأمنية السعودية للتعاون مع الأجهزة الأمريكية المعنية للوصول لكافة المعلومات التي تساعد في كشف ملابسات هذا الحادث المؤسف.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الملك سلمان اتصل به وقدم التعازي في ضحايا القاعدة العسكرية في ولاية فلوريدا، والمتهم فيها طالب سعودي.