وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، أن الكونغرس الأمريكي قرر رفض طلب الإدارة الأمريكية رصد ميزانية من أجل تمويل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، بدعوى اعتبارات مالية وليست سياسية.
البيت الأبيض
وأفادت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرر تأجيل الإعلان عن "صفقة القرن"، بسبب إعادة انتخابات الكنيست للمرة الثالثة خلال عام واحد فقط.
وأوردت الصحيفة العبرية أن الإدارة الأمريكية تقدمت بطلب للكونغرس بتخصيص 175 مليون دولار لإنشاء "صندوق دبلوماسي"، وتقديم الحوافز المالية للسلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات حول الخطة، إلا أن الطرف الفلسطيني رفض، ما حدا بالإدارة إلى التأجيل المؤقت، أو للانتهاء من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية.
دعاوى مالية
وأكدت الصحيفة أن الكونغرس رفض طلب الإدارة الأمريكية بتخصيص هذا المبلغ لـ"صفقة القرن"، بدعاوى مالية وليست سياسية.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، الأحد الماضي، أن طاقم الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة باسم "صفقة القرن" سيقرر خلال الأيام المقبلة فيما إذا كان سيتم نشر الخطة أو تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية.
وأفادت الصحيفة العبرية بأن القرار سيتخذ على الرغم من أنه لم يتم تشكيل حكومة إسرائيلية بعد، وبأن هناك احتمالية لإعلان الخطة قبيل تشكيل حكومة، سواء كان بنيامين نتنياهو أو غيره الذي سيشكل تلك الحكومة المقبلة.
وأوردت الصحيفة أن الخطوات الأساسية لـ"صفقة القرن" انتهت منذ نحو عام، وأن الفريق الأمريكي تجنب نشر تفاصيلها كاملة، حتى لا يعتقد نشر الخطة بأنها تدخل سياسي في مجرى الانتخابات داخل إسرائيل، وهو ما يتسبب في بلبلة سياسية في الشارع الإسرائيلي.
خطة أمريكية للسلام
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل مقبلة على انتخابات برلمانية للكنيست في الثاني من مارس/آذار المقبل، وهو ما دعا الإدارة الأمريكية إلى إعادة التفكير في الإعلان عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مقبلة على انتخابات رئاسية.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه من الممكن أن يتخلى الرئيس دونالد ترامب، عن "صفقة القرن"، بدعوى سماعه أن الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين صعب تحقيقه، وبأنه في حال لم يتمكن جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، من الإعلان عن الصفقة، فإنه لا يمكن تحقيقها في المستقبل القريب.
موعد نهائي
وسبق أن ذكرت القناة العبرية "كان"، أو هيئة البث الإسرائيلية "كان"، في الخامس من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن مصدرا أمريكيا بارزا أطلعها على الموعد النهائي للإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي للسلام بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي "صفقة القرن".
ونقلت القناة العبرية "كان" عن المسؤول الأمريكي أن الرئيس ترامب يريد إعلان "صفقة القرن" في أعقاب تشكيل الحكومة الإسرائيلية مباشرة.
وأوضحت أن ترامب قرر بالفعل نشر الجزء السياسي من الصفقة الأمريكية بعد إقامة حكومة إسرائيلية جديدة، سواء شكلها بنيامين نتنياهو، رئيس حزب الليكود الحاكم، أو الجنرال بيني غانتس، رئيس حزب "كاحول لافان"، المنافس التقليدي.
ونوهت القناة العبرية، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن الخطة الأمريكية للسلام "صفقة القرن" لم تتغير بوجود الجنرال بيني غانتس، رئيس حزب "أزرق أبيض"، أو بنيامين نتنياهو، رئيس حزب "الليكود" الحاكم، في حال توليه رئاسة الوزراء، بدعوى أن بنود ومبادئ "صفقة القرن" واحدة ولم تتغير.
تنازلات سياسية
و"صفقة القرن" خطة أمريكية مرتقبة لتسوية سياسية بالشرق الأوسط، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين، وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.
ويشار إلى أن إسرائيل مقبلة على انتخابات برلمانية ثالثة في الثاني من مارس/آذار المقبل، وهي الانتخابات الثالثة للكنيست خلال عام واحد فقط، ما يعني أن إسرائيل في حالة سياسية نادرة، لم تشهدها البلاد من قبل، وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية مترددة في نشر بنود "صفقة القرن".