يقول مسؤولون في مقر الناتو في بروكسل إن أحدا لا يتحدث عن تهديد إغلاق القاعدة، ناهيك عن طرد تركيا المحتمل من الحلف، وفقا لوكالة "بلومبرج".
قال نائب الأمين العام السابق لحلف "الناتو" ألكسندر فيرشبو لوكالة "بلومبرغ"، إن جميع الأطراف يدركون أن "الحفاظ على تركيا كعضو في الناتو هو في مصلحة الجميع، هذا على الرغم من الإحباط الحقيقي لدى أنقرة بسبب ما تراه من فشل الناتو في أخذ مخاوفها الأمنية على محمل الجد، وكذلك الإحباط داخل الحلف من خطوة شراء أردوغان لمنظومة صواريخ إس-400 الاستفزازاية".
وأضاف "لا توجد آلية في المعاهدة التأسيسية للحلف تسمح بطرد عضو ضد إرادته في أي حال".
وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف في القمة "لم يتحدث أحد عن عقوبات على صادرات الأسلحة"، في إشارة إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على تركيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على خلفية العملية العكسرية التركية شمال شرقي سوريا.
وأشار بوريسوف إلى ضرورة الحفاظ على "صفقة أوقفت بموجبها تركيا تدفق اللاجئين من سوريا وأماكن أخرى إلى الاتحاد الأوروبي".
وكان أردوغان هدد بإغلاق قاعدتي إنجرليك وكوريجيك العسكريتين رداً على أي عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة على تركيا.
وهدّدت تركيا مراراً بإغلاق هاتين القاعدتين العسكريتين، وعادة ما تلوّح باتّخاذ هذا القرار عند كل توتر دبلوماسي بين أنقرة وواشنطن. ولا يبدو أن التهديد يشير إلى أي استعداد من جانب أردوغان للانفصال عن الناتو، بل لاستخدام الحلف كورقة ضغط في النزاع مع واشنطن.
وعلى الرغم من أهمية إنجرليك التي تستخدم كمخزن للأسلحة النووية الأمريكية ومركز نقل للعمليات في أفغانستان، إلا أنه يمكن نقل كلتي الوظيفتين لأي مكان آخر، بعكس قاعدة كورجيك الي لو تم إغلاقها فسوف يؤثر ذلك سلبا على عمليات الحلف، وفقا لآرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية، في واشنطن.
وقول آرون إن كورجيك تستضيف نظام رادار تديره الولايات المتحدة ولكنه مهم للغاية من قبل الناتو، لأنه قادر على اكتشاف أي إطلاق صاروخي باليستي محتمل من إيران، وهو ما لا يمكن لأي عضو آخر في الناتو أن يوفر موقعا فعالا مثله.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قد تطرّق إلى وضع هاتين القاعدتين، مشيراً إلى أن قرار إغلاقهما يمكن أن "يُطرح على الطاولة" رداً على أي عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة على تركيا.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا لشرائها صواريخ روسية من نوع اس-400 على الرغم من تحذيرات واشنطن من عواقب هذا الأمر.
وفي الأشهر الأخيرة تدهورت العلاقات بين الدولتين المنضويتين في حلف شمال الأطلسي على خلفية شن أنقرة هجوماً على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.