واستقبلت ساحة التحرير، في وسط العاصمة بغداد، الآلاف من المتظاهرين، من مختلف المناطق، ومدن البلاد، للمشاركة في حملة جديدة موجهة للولايات المتحدة الأمريكية، وإيران، بعنوان "ابعدوا صراعاتكم عن العراق"، بعد اغتيال قائد فيلق قدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، إثر قصف استهدفهما من قبل الطيران الأمريكي، في مطار بغداد الدولي، فجر اليوم.
وأفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، بإن المتظاهرين في ساحة التحرير، رفعوا يافطات بيضاء، أعلنوا فيها موقفهم من الصراع الأمريكي – الإيراني، بهاشتاغات هي: "العراق ليس أرضا للحرب"، و"العراق لن يكون ساحة لتصفية حساباتكم"، و"ابعدوا صراعاتكم عن العراق".
كما شدد المتظاهرون في ساحة التحرير، على الوافدين إلى المظاهرات، بضرورة ضبط أنفسهم، وعدم التسرع بإطلاق المشاعر السلبية، قائلين في رسالتهم التي طبعوها على اليافطات، "نحن أصحاب مطالب حقة، يشهد لها القاصي، والداني، والبعيد قبل القريب.
وطالب المتظاهرون في ساحة التحرير، في مليونيتهم، بتفويت الفرصة على أصحاب الكمائن، والمنافقين، مؤكدين على بقاء الساحة بعيدة عن المهاترات السياسية الإقليمية، والمحلية.
وصرح أحد أبرز المتظاهرين من ساحة التحرير، الناشط حيدر إبراهيم، في حديث لمراسلتنا، اليوم، قائلا ً : إن الساحة يتبقى بعيدة عن المهاترات السياسية الإقليمية، والدولية، وهذه العمليات "في إشارة إلى مقتل سليماني، والمهندس"، وغيرها التي حدثت قبل أيام هي مناوشات أمريكية إيرانية واضحة".
وأضاف إبراهيم، أن ساحة التحرير، موقفها ثابت بأن لا يكن لها أي تدخل في هذا الصراع، منوها إلى أن توافد المتظاهرين مستمر منذ ليلة أمس، حيث شهدت تحشيدا كبيرا ً، قبل مقتل سليماني.
وقال المتظاهر كريم فالح، في تصريح لمراسلتنا، إن مطالبنا بإبعاد العراق عن الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية، للحفاظ على أمن وسلم بلادنا، وتجنبا لأي حرب أهلية، أو هجمات متبادلة بين الإيرانيين، والأمريكيين، والتي لن يقع ضحيتها سوى الشعب العراقي للأسف مثلما حصل في القصف الأمريكي الذي استهدف منتسبي الحشد في القائم "غربي الأنبار"، قبل أيام.
وقتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أمريكية على موكبهما قرب مطار بغداد الدولي، أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى، بينهم "شخصيات مهمة".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الجيش قتل قاسم سليماني بناء على تعليمات الرئيس دونالد ترمب، وأنه إجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين في الخارج.
كما أكد الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم الجمعة، مقتل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني في بغداد "بهجوم أمريكي".
ويواصل المتظاهرون في العراق، احتجاجاتهم في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، وحتى الآن، لحين اختيار حكومة مؤقتة بقيادة مرشح مستقل، وغير حزبي، ولم يشارك في حكومات ما بعد عام 2003، وإجراء انتخابات مبكرة، ومحاكمة المتورطين بقتل المشاركين في المظاهرات، ومطالب أخرى للقضاء على الفساد، والبطالة، والتدخلات الأجنبية على رأسها الإيرانية في الشأن العراقي.