التقرير المصور الذي نشرته وكالة "Brut" الفرنسية، تضمن العديد من المقابلات التي أجراها المراسل، تشارلز فيلا، في سجن لإرهابيي التنظيم تسيطر عليه قوات كردية، وفي مخيم "الهول" الذي يضم أعدادا كبيرة من عائلات التنظيم الكثير منهم لديه جنسية أوروبية.
أطفال شقر، ونساء فرنسيات!
في شرحه عن الوضع الإنساني في السجون قام الصحفي بمقابلة عدد من السجناء من جنسيات غربية، حيث ركز على وضعهم المعيشي السيء، بحسب التقرير.
سجين بلجيكي: دفنت 5 أطفال
في سؤاله للإرهابي البريطاني حول رأيه عن قيام التنظيم بإعدام عدد من الصحفيين عن طريق "قطع الرأس"، أجاب الإرهابي "أنا ضد القتل، لكن تلك كانت قوانين الدولة الإسلامية، وأنا لا أستطيع التعبير عن رأيي بينهم".
وأشار الإرهابي إلى عدم قدرته الكشف عن أوضاع السجن السيئة خوفا من العقاب، فسأل الصحفي الفرنسي المسؤول "الكردي" حول هذه الادعاءات، فرد المسؤول الكردي: هذا الكلام غير صحيح فنحن نعاملهم كإنسان وهم أمانة بين أيدينا...ولكن علينا الحذر لأنهم خطيرين وعرض للصحفي مقطع فيديو يبين محاولاتهم الهرب من خلال الخداع.
وأجرى الصحفي مقابلة مع سجين بلجيكي، (24 عاما) انضم إلى التنظيم عام 2014، وعبر الأخير عن ندمه الشديد، معتبرا أنه تعرض للخداع:
السجين البلجيكي: "عند انضمامي أجبروني على القتل، ومن يعترض يقتل.. هددونا بأعمال هجومية في بلجيكا.. أنا بيدي دفنت 4 أو 5 أطفال.. قتلوا النساء".
وعبر البلجيكي عن ندمه الشديد، معتبرا أن ما حدث في أوروبا أمر مؤسف "نادم لأنني دمرت حياتي.. لقد كنت ساذجا، أصدق أي شيء".
نساء فرنسيات في مخيم "أبو الهول"
التقى الصحفي بنساء فرنسيات داخل مخيم "أبو الهول" والذي يستضيف عائلات التنظيم الإرهابي (زوجات المسلحين وأبنائهم) تتراوح أعمارهن بين (20 – 35 عاما).
قالت إحدى الفتيات: "أتينا من كل مكان من فرنسا.. من باريس ومارساي..نحن محاطون بالقماش لكن بلا طعام. لا أطباء لا مشافي"
واعتبر الصحفي أنه "كجميع الجهاديين هذه النساء الأغلبية من أصول باريسية أو من جنوب فرنسا يتابعون دفاعهم عن طريقة عيشهم كما كانو في داعش".
وقالت أخرى: "أنا لا أريد الانتساب إليهم (داعش) ونحن لا نريد أن نتبع لهم لأنه في اعتقادي الإسلام ليس كذلك"
وأضافت أخرى: "يطالبوننا بتصحيح الأفعال التي لم نرتكبها؛ الإجابة عن أسئلة تتعلق بجرائم لم نرتكبها وواجب تطهير ذنب فرنسا، وأن ننفصل عن أطفالنا، الأمر الذي لن نقبله أبدا، اين المشكلة بعودتنا لبناء حياة جديدة مع أطفالنا".
هناك الكثير من الادعاءات التي تضعها الدول لعدم استقبال "الجهاديين" أو أسرهم، المنضمين إلى تنظيم "داعش" ومحاكمتهم، وبحسب فرانسوا بورجات، عالم الإسلام الفرنسي والعالم السياسي، ومدير الأبحاث الفخري في المركز الوطني للبحوث العلمية ومعهد البحوث والدراسات حول العالمين العربي والإسلامي، بتصريح لوكالة "سبوتنيك" اعتبر أن هناك مخاوف لدى المجتمع الفرنسي من استقبالهم، لأن المجتمع يطبق أحكام جماعية على هؤلاء.
وأضاف بورجات أنه "يجب أن يكون الحكم الجنائي في نظامنا فرديًا، لا يمكن أن يكون جماعيا، يجب أن تطبق على أساس معرفة الحقائق المثبتة وليس على الاتهامات الجماعية، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن أن تنطبق التهم على القاصرين، بغض النظر عن طبيعة الجرائم".
وبحسب إليامين سيتول المحاضر في جامعة "CNAM" في تصريح لوكالة "سبوتنيك" أنه "لا تريد الحكومة الفرنسية من الجهاديين العودة إلى فرنسا لأن الرأي العام الفرنسي يعارض عودتهم. إذا قمت بإجراء استطلاع اليوم حول عدد السكان الفرنسيين ، فإن 80% سيقولون لا، نترك الجهاديين الفرنسيين في العراق وسوريا، ونتركهم يحاكمون هناك".
ويقدر عدد سكان مخيم الهول بأكثر من 70 ألفا، بينهم نحو 10 آلاف امرأة من جنسيات أجنبية، في حين تتألف الغالبية العظمى من السوريين وهم إما من النازحين أو من عائلات المقاتلين في تنظيم "داعش"، بينهم نحو 3500 طفل لا يملكون وثائق ولادة.