إذ ادعت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، يوم الأربعاء، على فادي الهاشم، زوج الفنانة نانسي عجرم، بتهمة "القتل القصدي".
"سطو مسلح"
في 4 يناير/كانون الحالي، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان مقتل "لص" سوري الجنسية من مواليد 1989 حاول سرقة فيلا الفنانة نانسي عجرم بمنطقة نيو سهلة كسروان في العاصمة بيروت خلال تبادل لإطلاق النار بينه وبين زوج الفنانة الدكتور فادي الهاشم.
وأوضحت الوكالة أن القتيل يدعى محمد حسن الموسى، وأنه دخل فجر يوم الأحد ملثما إلى فيلا الفنانة بقصد السرقة، لكنه فوجئ بزوجها فادي الهاشم يشهر مسدسه في وجهه، وحصل تبادل إطلاق نار بينهما مما أدى إلى مقتل السارق على الفور.
ونشرت وسائل إعلام لبنانية مقطع فيديو يوثق دخول الشاب إلى المنزل مسلحا، قبل أن يلحظه الهاشم، ويقتله بمسدس كان بحوزته.
لقطات جديدة من منزل نانسي عجرم pic.twitter.com/E6sLGLKKcL
— منة قنصوه (@mennaqansouh) January 7, 2020
وكشف فادى الهاشم زوج الفنانة نانسى عجرم عن تفاصيل الواقعة، قائلا خلال التحقيق معه من خلال عرض مقطع فيديو يوضح تحركات وتهديد السارق، إن "اللص تسلل إلى المنزل وحاول سرقة بعض الأشياء وحاول إيقافه".
pic.twitter.com/s8kJWLsgie فيديو جديد لمقتحم منزل #نانسي_عجرم و #فادي_الهاشم قبل أن يضع القناع على وجهه، يظهر وهو يستكشف المنزل.
— صالح الجعوف الردفاني (@salehalgaof) January 13, 2020
وأضاف الهاشم، "عندما واجهته قام بتهديدي ورفع السلاح وحاولت إبعاده، وأصر على ابتزازي وقمت بمنحه بعضا من المال، وكان يرغب فى سرقة المجوهرات والذهب لكنني رفضت".
وأوضح فادى الهاشم أن:
"اللص قرر أن يقتحم غرفة الأطفال وفى هذه اللحظة شعرت بحالة من الجنون، وهو ما دفعنى إلى الانقضاض عليه وإطلاق الرصاص باتجاهه بعد أن هددني بقتل بناتي".
لكن، صور متداولة عما وصف بـ"تقرير الطب الشرعي" الخاص، لم يتسن التأكد منه بشكل مستقل، أثارت حالة من الجدل حول طريقة القتل ما دعا البعض للتشكيك في رواية الفادي.
إذا قال التقرير أن القتيل "محمد حسن الموسى" أصيب بـ 17أو 18 طلقة في أماكن متفرقة من جسده، موضحا "أن طلقة واحدة كانت في الساعد الأيمن، وطلقتين في الكتف الأيسر، ورابعة تحت الإبط الأيسر، و3 في الصدر، وطلقتين في البطن، و7 طلقات في الجهة الخلفية من الجسم وعلى المؤخرة، وطلقة في الفخذ الأيسر".
تقرير الطب الشرعي : قتيل بيت نانسي عجرم تلقى 18 رصاصة منها طلقة واحدة في الساعد الأيمن، وطلقتان في الكتف، طلقة تحت الإبط الأيسر، 3 طلقات في الصدر، طلقتان في البطن، 7 طلقات في الجهة الخلفية من الجسم وعلى المؤخرة، وطلقة في الفخذ الأيسر
— هيئة المشاهير (@almobark_) January 10, 2020
وتلقي الطلقات من مسدس حربي
- موقع إرم نيوز pic.twitter.com/lTx7KEwXWc
الأمر الذي وصفه المدير العام لهيئة الطب الشرعي السوري، في حديث لصحيفة "الوطن" السورية، بأنه "تقرير عشوائي وعبثي وليس مهنيا ولا يكتبه سوى طبيب مبتدئ في هذا المجال"، موضحا أن من حالات الضعف الذي اعترى التقرير أنه لم يذكر مواصفات الضحية من بعيد ولا من قريب مثل طوله وبنيته ولون عينيه وشعره وهذا من أولويات عمل الطب الشرعي.
رواية أهل القتيل..
شككت كل من والدة وزوجة القتيل في الرواية المتداولة عن الحادثة، وكشفت زوجة القتيل آخر لقاء مع زوجها محمد الموسى قبل توجهه للفيلا التي قتل بداخلها.
وقالت فاطمة في لقاء مع وسائل إعلام: "جاء لي وأخبرني أنه ذاهب للحصول على أمواله من أشخاص سلبوها منه".
وأضافت: "لاحظت أنه يرتدي ملابس سوداء تماما وبنطلونا أسود .. بعدها تركني وانصرف وذهب لفيلا نانسي".
وتابعت: "لم نكن نعاني من أية مشاكل مالية .. هو كان يعمل بشركة بترول وأقيل منها ثم عمل بعدة أعمال وانتهى به المطاف للعمل في فيلا نانسي قبل مقتله".
من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام سورية عن والدة القتيل قولها إن "اللقطات المأخوذة من قبل كاميرات المراقبة للحادث مفبركة، وهناك محاولات للتغطية على ما جرى".
وقالت والدة محمد، في حوار مع "روسيا اليوم أونلاين" إن "الدم السوري أصبح رخيصا"، مؤكدة أن الشخص الذي ظهر في الفيديو المتداول ليس ابنها.
وشككت والدة موسى، برواية أسرة الفنانة اللبنانية بأن ابنها دخل إلى الفيلا بنية السرقة، وأكدت:
"ليس ابني الذي ظهر في التسجيل، إنه مقطع تمثيلي ألفوه وأخرجوه وأنتجوه".
وتابعت: "من يطلق النار يطلق رصاصة أو اثنتين، لكن شوفوا الطب الشرعي ماذا قال، هناك أكثر من طلقة في ظهر ابني يعني متفننين كأنه واحد لا يعرف يمسك سلاح".
قتل عمد أم دفاع عن النفس؟
القضية شهدت زخما وانقساما ورودا متباينة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ما بين من يُشكك في الرواية التي تتحدث عن حادث سطو، متهمين الفنانة وزوجها بأنهم "يشترون القضاء بالمال والأضواء".
إلى نانسي عجرم @NancyAjram:
— أنس الدغيم (@anasaldogheim) January 7, 2020
إنّ زوجكِ قاتل
وإنّكم تستطيعون أن تشتروا القضاءَ بالمال والأضواء
ولكنّ غيرة الله على دم عبده المظلوم ستأخذ مجراها.
والأوان لم يفُت
اعترِفوا بخطئكم لعائلةِ المغدور
فإنّ رائحةَ الكذب تفوح من قصّتكم المفبركة
الجريمة التي ارتكبها زوج نانسي عجرم، تفوح منها روائح العنصرية والانتقام.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) January 9, 2020
الضحية شاب سوري من إدلب.
حتى لو كان لصا، وهذا صعب في بيت مدجج بالحرس والكاميرات، فالحل رصاصات على قدميه، وليس 16 رصاصة تنهش كل جسده.
القضية تحيط بها الأسئلة، لكن من يحاسب القوي "الواصل"، من أجل فقير بائس؟!!
بينما ساند البعض الفنانة نانسي عجرم، إذ دشنوا وسم #كلنا_حدك_نانسي، مشككين في رواية أهل القتيل ومتمسكين بالرواية التي تتناقلها الفنانة اللبنانية.
لما مرتو للسارق بتقول "حتى لو سرق #نانسي_عجرم شو رح بنقص عليها؟"
— Dominic Abu Hanna دومينيك ابو حنا (@dominicabuhanna) January 13, 2020
بيكون لازم نقول لكل حدا بيدافع عنن يروح يطم حالو، عالم جاهلة وبتبرر السرقة بالعوز وبتدّعي دور الضحية
لا نانسي ولا غيرها اذا معن مصاري يعني ملاقيينن على الطريق ولا بيصير من حقكن تسرقوون #كلنا_حدك_نانسي@NancyAjram
زوجها بطل
— ibrahim saeed Hema(4) (@IbrahimsaidAdam) January 5, 2020
دافع عن أهل بيته وأولاده
واستغرب جدا من وقفه من قبل الحكومه اللبنانية
سارق ويعتدي علي اولادي ومنزلي بالسلاح
اكيد هدافع عن نفسي
مش هعزمه علي العشا يعني #نانسي_عجرم
وكان من بين الداعمين للفنانة عدد من الفنانين العرب، معتبرين ما تتعرض لها الفنانة وزوجها حملة "تشويه وافتراء" ضد الفنانة وزوجها.
ماذا لو أتى الخبر كالآتي:
— نيشان (@Neshan) January 13, 2020
"عمليّة سرقة انتهت بِمَقتَل نانسي عجرم وبناتها"!
كيف كانت لِتَكون ردود الأفعال؟!
إدانة؟ استِنكار؟ استهجان؟ تنديد؟
الأمّ والأب يحميان أطفالهما
بغريزة لا تُقهَر.
هل كان على فادي أن يدعو السّارِق إلى طاوِلَة حِوار؟
هل كانَ ليُناقشه في اتيكيت اقتحام المنازل؟
لو هالكم شخص البلا ضمير وبلا ذوق بيخففو نظريات وحكي وبيشوفو هالفيديو اللي بيفرجي كل الحقيقة. عيب تلفيق الحكي بهيك ظروف، العقول المريضة تقعد عا جنب!وفادي الهاشم أنبل إنسان باللي عملو لحماية عيلتو ولازم يتم الإفراج عنو بسرعة. كلنا محلو منعمل نفس الشي.
— Elissa (@elissakh) January 5, 2020
🔴 كل الدعم للفنانة #نانسي_عجرم وزوجها #فادي_الهاشم بوجه حملة التشويه اللي عم يتعرضولها والإفتراء والتشهير والكذب والإبتزاز العلني، وكتير بتأسف وبحزن على التصريحات العنصرية اللي قرأناها وسمعناها: علنية كانت أو مبطنة !!! بس العدالة رح تاخد مجراها
— CAROLE SAMAHA🔴 (@CAROLE_SAMAHA) January 14, 2020
الله كبير 🙏🏻@NancyAjram
لكن الفنانة السورية، سلافة فواخرجي، كانت مع الجانب الآخر من القضية، ونشرت صورة تظهر الفنانة نانسي وعائلتها، وفي المقابل القتيل محمد الموسىى وطفليه، معربة عن تعاطفها مع القتيل وعائلته وطالبت القضاء اللبناني بإجراء محاكمة عادلة ومنصفة.
وفي آخر تطور لأحداث القضية، فسرت القاضية غادة عون، التي أصدرت قرار الاتهام بالقتل بحق زوج نانسي عجرم، فادي الهاشم، قرارها بالقول: "راجعوا المادتين لتعلموا كل شيء بالنسبة للاتهام، لقد وجهت اتهاما للدكتور فادي الهاشم بالقتل بموجب المادة 573 من قانون العقوبات، ولكن معطوفة على المادة 229".
وتنص المادة 573 من قانون العقوبات اللبناني، على أنه: "من هدد آخر بسلاح عوقب بالحبس مدة لا تتجاوز الستة أشهر، وتتراوح العقوبة بين شهرين إلى سنة إذا كان السلاح ناريا واستعمله الفاعل".
أما المادة 229، من قانون العقوبات اللبناني فتنص على أنه: "لا يعاقب الفاعل على فعل ألجأته الضرورة إلى أن يدفع به عن نفسه أو عن غيره أو عن ملكه أو ملك غيره، خطرا جسيما محدقا لم يتسبب هو فيه قصدا، شرط أن يكون الفعل متناسبا مع الخطر".
بدوره، علق جابي جرمانوس محامي الهاشم،على توجيه تهمة "القتل القصدي" إلى موكله، قائلا :
"إننا لم نستغرب الادعاء الراهن بحق الدكتور فادي الهاشم لكون أن المسار الطبيعي يتحول الملف إلى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان مع تأكيدنا أن قاضي التحقيق سيصدر قرارا باعتبار ما فعله الدكتور فادي الهاشم دفاعا مشروعا عن النفس".
وتابع المحامي: "من الطبيعي أن يجرى الادّعاء وتحويل الملف إلى قاضي التحقيق الأول في بعبدا الذي بدوره سيُتابع التحقيقات، وسيتثبت صحة كل ما أدلى به الدكتور الهاشم ويتم توصيف فعل الدكتور الهاشم بالدفاع المشروع وفقا لما هو منصوص عنه في قانون العقوبات اللبناني".