وكشفت تقارير قبل أيام عن بدء تجهيز الولايات المتحدة صواريخ "ترايدنت" الباليستية برؤوس نووية جديدة، وأن غواصة "تينيسي" المزودة بهذه الصواريخ توجهت للمرة الأولى إلى المحيط الأطلسي في نهاية عام 2019.
ووفق نفس المعلومات، تحمل الغواصة صاروخ أو صاروخين مزودة بالرؤوس الجديدة والتي أطلق عليها اسم "W76-2" وتقدَّر قوة الرأس الجديد بـ5 كيلوطنّ، في حين تتراوح القوة التدميرية لرؤوس الصواريخ النمطية التي تحملها هذه الغواصة بين 90 كيلوطن و455 كيلوطن.
وتم الإعلان عن صنع رأس نووي جديد لصواريخ الغواصات الأمريكية في بداية عام 2018. وفسرت السلطات الأمريكية ذلك بضرورة التصدي لروسيا ومواجهة ما قد تملكه موسكو من الرؤوس النووية التكتيكية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية، جون رود، قوله إن قوات البحرية أرسلت رأسًا صاروخيًا من الطراز الجديد، والذي يعد تحديثًا للرأس الحربي السابق "W-76" وبالتالي فإنه لا يضيف إلى العدد الإجمالي للأسلحة النووية في الولايات المتحدة.
من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء، أن موسكو قلقة من تزويد الولايات المتحدة الأمريكية غواصاتها بذخائر نووية محدودة الطاقة، مضيفًا: "نحن نتفاعل مع هذا بقلق كبير. ليس لأننا نعتبر هذا تهديدا لأمن بلدنا، على العكس الأمن سائد".
وأشار إلى أن القلق سببه العقيدة التي يستخدمها الأمريكيون في المجال النووي، مضيفًا: "ظهور الذخائر النووية محدودة الطاقة في وسائل نقل الأسلحة الاستراتيجية، يعني إمكانية استخدام هذه الوسائل من قبل الجانب الأمريكي في صراع افتراضي".
وأردف أن "هذا يعكس حقيقة أن الولايات المتحدة تخفض بالفعل العتبة النووية وأنهم يسمحون لأنفسهم بشن حرب نووية محدودة والفوز في هذه الحرب"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التصدي للخطوات الخطرة التي تخطوها واشنطن في هذا المجال، ومنوها إلى أن الكل سيكون خاسرًا إذا وقعت حرب نووية.
وذكرت الإدارة الأمريكية السلاح الجديد "محدود التأثير" في تقرير الموقف النووي قبل عامين، والذي حذرت فيه من استخدام من وصفتهم بـ"الأعداء" للأسلحة النووية الصغيرة ضدها أو ضد حلفائها دون خوف من الانتقام الأمريكي بسبب ترساناتها الأشد فتكًا.
وذكرت "سي إن إن" أن المسؤولين الأمريكيين حذروا من تزايد فرص اندلاع حربًا نووية بعد هذه الخطوة، مشيرًا إلى أنه تم تحديث رموز الإطلاق النووي والخيارات النووية للولايات المتحدة، وأن الرؤوس الحربية الجديدة تعد أول سلاح نووي أمريكي جديد منذ عقود، وأنتج لأول مرة في فبراير/ شباط العام الماضي.
ودعت الإدارة الأمريكية في تقريرها عام 2018، إلى تعديل الرؤوس الأمريكية الحالية على الصواريخ الباليستية التي تطلقها الغواصات في إطار برنامج مدته 5 سنوات وبقيمة 50 مليون دولار.
من جانبه قال رود، إن هذا التعديل يهدف إلى "معالجة اعتقاد الخصوم المحتملين بقدرتهم على استخدام الأسلحة النووية منخفضة المدى، ما يعطيهم ميزة على الولايات المتحدة وحلفائها"، مضيفًا أن السلاح الجديد يظهر قدرة واشنطن على الرد بشكل حاسم على أي تهديد.
ويمتاز السلاح الأمريكي الجديد بقدرته على اختراق أهداف في عمق الأراضي التي لا تستطيع الطائرات إصابتها بأسلحة نووية محدودة التأثير.
وتعتقد واشنطن أن روسيا تحتفظ بمخزون كبير من الأسلحة النووية التكتيكية ذات القوة التدميرية المحدودة، في حين تؤكد موسكو أنها تطور منظومتها العسكرية بشكل عام، بهدف الدفاع عن نفسها وعن وحدة أراضيها.
وأكدت موسكو مرارًا أنها غير مهتمة ولا تأبه بسباق التسلح، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن بلاده ليست مهتمة ببدء سباق التسلح ونشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بعدما أكدت وقف هذه الخطط.
وفي نفس الأثناء جاء على لسان وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن بلاده تمتلك الرد المناسب لتهديدات حلفاء "الناتو"، لكنها ترفض الدخول في سباق تسلح.
كما أبدت موسكو استعدادها لتمديد العمل بالمعاهدة الخاصة بتدابير تعميق خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها "ستارت-3"، والتي أكدت أن بدونها لن يكون هناك شيء يكبح سباق التسلح في العالم.