وكشفت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، نشر أمس الثلاثاء، استخدام الاستخبارات الأمريكية والألمانية على مدى سنوات تجهيزات تابعة لشركة سويسرية متخصصة بتشفير الاتصالات للتجسس على أكثر من مئة بلد.
وجاءت هذه المعلومات من خلال تحقيق مطول بالتعاون بين التلفزيون الألماني "زد دي إف" ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية "إس إر إف".
For decades, countries all over the world trusted a single company to keep the communications of their spies, soldiers and diplomats secret.
— The Washington Post (@washingtonpost) February 11, 2020
The Swiss company, Crypto AG, was secretly owned by the CIA. https://t.co/PIJccWpkBK
وأبلغت السلطات السويسرية وكالة "فرانس برس" بأنها بدأت "استقصاء" حول الأمر في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، جاء هذا بعد تعليق سويسرا في ديسمبر الماضي رخصة عامة للاستيراد كانت قد منحتها للشركتين اللتين ورثتا "كريبتو إيه جي" وذلك بانتظار تقديم الإيضاحات اللازمة.
وأشار التقرير إلى أن التحقيق توصل إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عام 1970 اشترت شركة التشفير "كريبتو إيه جي" في إطار "شراكة سرية للغاية" مع جهاز الاستخبارات الألماني "بي إن دي" عن طريق شركات مسجّلة في دول تعد ملاذات ضريبية آمنة.
وتربعت شركة "كريبتو إيه جي" على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير المحمولة، بعد الحرب العالمية الثانية، وباعت تجهيزات بملايين الدولارات لأكثر من 120 بلدا.
وكشف التقرير عن أن الولايات المتحدة أبقت على تشفير التجهيزات التي بيعت إلى حلفائها، أما ما عداها فكان العملاء الأمريكيون قادرين على فك تشفيرها.
ولفت تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن وكالتي الاستخبارات (الأمريكية والألمانية) عمدتا إلى "التلاعب بتجهيزات الشركة بهدف فك الرموز التي كانت البلدان تستخدمها في توجيه رسائلها المشفّرة".
Encryption equipment made by Crypto AG was made weak by the CIA, owner of the company. Mexico and Argentina bought equipment. An engineer tried to fix it, they fired it. If someone complained, an "expert" would say that it was good encryption technology.😂 https://t.co/5SJT6mgvHA
— Óscar Toledo G. (@nanochess) February 11, 2020
وأكدت "صحيفة واشنطن بوست" أن الوكالتين تمكنتا بهذه الطريقة من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران في عام 1979، وتزويد بريطانيا بمعلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب (الملوين/فوكلاند)، ومتابعة حملات الاغتيال في أمريكا اللاتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بهذه الآلية تمكنت الاستخبارات المركزية الأمريكية امتلاك دليل على تورّط ليبيا في اعتداء استهدف في عام 1986 ملهى ليلي في برلين الغربية أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين.
وبحسب الصحيفة فأنه اعتبارا من عام 1970 باتت الـ "سي آي إيه" ووكالة الأمن القومي "تراقبان عمليا كل عمليات شركة "كريبتو"، وتتخذان القرارات المتعلقة بالتوظيف والتكنولوجيا والتلاعب بالخوارزميات واستهداف المشترين".
وأشار التحقيق إلى أن "البرنامج لم يتح التجسس على خصوم رئيسيين للولايات المتحدة، ولا سيما الاتحاد السوفيتي والصين، لعدم تعاملهما مع شركة كريبتو من الأساس".
ونقلت الصحيفة عن جهاز الـ "سي آي إيه" أنه "على علم بهذا التحقيق"، غير أنه لم يدل بأي تعليق رسمي حول عملياتها.
واعتبرت الشركة السويدية "كريبتو إنترناشونال" التي اشترت "كريبتو إيه جي" أن تحقيق الصحيفة "يثير القلق"، نافية وجود "أي رابط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات الألماني".