ومن بين أبرز الوجوه التي تمخضت عن الانتفاضة اللبنانية الأخيرة هم خبراء اقتصاديون وصحفيون وإعلاميون لطالما كان موقفهم مناهض ومعارض لسياسات الدولة المالية والاقتصادية لسنوات طويلة. ومن هذه الأسماء الخبير الاقتصادي محمد زبيب الذي بات مرجعا للكثير من اللبنانيين الذين بدأو التعرف والاهتمام باقتصاد بلادهم بعد الأزمة المالية والاقتصادية المستفحلة، بالإضافة إلى اتخاذ المصارف اللبنانية سياسات مالية كيدية وغير قانونية بحق المواطنين والمودعين في مصارفهم.
زبيب الذي لا يدعي "اليسارية" و"الماركسية"، لكن مفاهيمه وكلماته الاقتصادية كفيلة بكشف خلفيته السياسية الاقتصادية التي استطاع من خلال أفكاره وتحليله من تعرية النظام المصرفي اللبناني والارتباط الوثيق بين أركان السلطة السياسية والمصارف اللبنانية وتوعية اللبنانيين الذين باتوا يسمعون ويرددون شعارات "يسقط حكم المصرف، تسقط الأوليغارشية الحاكمة، لن ندفع".
"فتى المصارف" ماركسي وشيوعي ناضل بطريقة غير مألوفة
ومن الوجوه الشابة التي برزت خلال التظاهرات المطلبية أمام المصرف المركزي والتحركات "الغير اعتيادية" داخل المصارف اللبنانية هو الناشط "الشيوعي" محمد بزيع الذي بات يلقب بـ"فتى المصارف" ساهم نشاطه وانتقاله من مصرف إلى أخر بهدف توعية المواطنين وكشف سياسات المصارف تجاه موديعها.
اعتاد بزيع النضال ضد المصارف من خلال خطاباته الواعظة والتي تحمل فكرا ماركسيا نجح من خلالها تصويب التحركات المطلبية واعتبارها اقتصادية صرف ما أثمر ذلك عن تشكيل مجموعة شابة تعرف بـ"مجموعة شباب المصرف".
أعاد الشاب الماركسي في خطاباته المطلبية أمام المواطنين كلمات قل نظيرها اليوم كانت تجسد الصراع الحقيقي بين الطبقات الفقيرة والعمال من جهة والأوليغارشية والطبقة الغبية والحاكمة من جهة أخرى، حيث بات الخطاب اليساري المطلبي يعود إلى ألسنة الكثيرين ما جعل أصحاب المصارف اللبنانية وكل من يساندهم ويناصرهم في أرق العودة إلى زمن المطالب الشعبية والخطاب اليساري الماركسي القريب من الفئات الشعبية ضد سطوة رجال المال والأعمال التي لا تعرف حدودا لمصالحها المالية المقيتة.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)