يأتي تنامي العلاقة بين صربيا وروسيا وسط تذمر حلف الناتو والولايات المتحدة من العلاقات المتينة بين البلدين، ففي حين كانت بريطانيا قد تذمرت من الاستقبال الشعبي والرسمي الكبير والحافل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية العام الماضي، عبرت واشنطن عن انزعاجها من عملية شراء صربيا لصواريخ روسية معتبرة أنه من الأفضل لصربيا أن تستثمر في البنية التحتية بدلا من شراء منظومات الصواريخ.
ونقلت وزارة الدفاع الصربية عن فولين قوله: "اليوم وصلت الأجزاء الأولى من منظومة "بانتسير- سي1" إلى مطار "العقيد الطيار ميلينكو بافلوفيتش" في باتينيتسا".
وأشار إلى أن هذه الأسلحة الدفاعية هي: "الأسلحة الوحيدة في المنطقة"، التي ستساعد صربيافي الحفاظ على حالة الحياد العسكري.
حول هذا الموضوع، انتقد الخبير العسكري الصربي سفيتوزار إيوكانوفيتش، التصريحات الأمريكية المتعلقة باستلام صربيا للصواريخ الدفاعية، وقال:
"لم أسمع قط بأي جنرال أمريكي ينصح الرئيس الأمريكي بعدم إنفاق الأموال على تجهيز الجيش الأمريكي، لكن هذا لا يبدو ناجحًا عندما يتعلق الأمر برؤساء آخرين".
ويأتي تعليق الخبير العسكري ردا على كلمات القائد السابق للقوات البرية الأمريكية في أوروبا بن هودجز، الذي قال إنه بدلاً من شراء أسلحة باهظة الثمن ضد تهديدات جوية غير موجودة مثل "بانتسير" الروسية، كان من الأفضل لصربيا أن تنفق أموالها لبناء البنية التحتية وخلق فرص العمل.
وأضاف الخبير: "إن بيان الجنرال الأمريكي مثير للاهتمام وجذاب بطريقته الخاصة، لكنني متأكد من أن المزيد من فرص العمل في المنطقة بأسرها يمكن توفيرها بالمال الذي ينفقه الرئيس الأمريكي على بناء نظام دفاع صاروخي ، توجد عناصره في منطقتنا".
وتابع: "بالمقارنة مع هذه النفقات، يمكن اعتبار المبالغ التي تنفقها صربيا على جيشها رمزية حقًا".
وقال: "لا أريد التقليل من أهمية هذا الشراء وحقيقة أن الجيش الصربي ، بعد عقود، يتلقى أخيرًا أنظمة دفاع جوي حديثة، لكن يجب أن أقول إن هذه ليست سوى الخطوات الأولى والضرورية حقًا في طريق تنشيط دفاعنا الجوي. سيكون من الخطأ إعطاء الانطباع بأن هذا العرض لم يكن ضرورة، وأنه لا يزال هناك بعض الاحتياطيات التي يمكن للجيش الاعتماد عليها. بدأت قيادة الدولة في القيام بما يلزم القيام به منذ عدة عقود".
"في أوائل تسعينيات القرن الماضي ، تم الدفاع عن العاصمة الصربية من خلال ثمانية فرق من صواريخ الدفاع الجوي. يمكن أن تعتمد بلغراد على دفاع عنيد متعدد الطبقات من شأنه أن يحميها على كل المستويات".
كل هذا يبدو مثيرًا للإعجاب ، لكن بالفعل في الثمانينيات أصبح من الواضح أن بعض هذه الأسلحة قديم وأننا إذا أردنا دفاعًا يمنع المعتدي من مهاجمة بلدنا، نحتاج إلى إطلاق موجة جديدة من التحديث. ووفقا له، فإن الدرس التاريخي الذي كان ينبغي لصربيا أن تتعلمه هو أنه بسبب حقيقة أنه لم يتم شراء أسلحة جديدة على خلفية الأحداث الدرامية التي وقعت في التسعينيات من القرن الماضي ، وأن تلك الأسلحة القديمة قد توقفت عن العمل بسبب عدم تنمية الموارد.
من جهته اعتبر مركز "كاتيخون" للدراسات أن صربيا اتجهت نحو ما أسماه "الحلف الأوراسي" بقيادة روسيا، مذكرا بالتذمر البريطاني من الاستقبال الشعبي والرسمي الحافل للرئيس بوتين في صربيا في العام الماضي، ومشيرا إلى: "زيارة رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش إلى موسكو في العام الماضي من أجل توقيع اتفاقية تجارة حرة مع "اتحاد أوراسيا الاقتصادي"، الذي أراده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيراً للاتحاد الأوروبي. إنها اتفاقية مهمة اقتصاديا لكلا الطرفين، ولكنها ترمي أيضاً إلى تذكير الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنه حينما يتعلق الأمر بالبلقان، فإن المؤسسات الغربية ليست الخيار الوحيد المتاح".