يشير تقرير صدر مؤخرا عن مراكز السيطرة على الأوبئة في الولايات المتحدة، إلى أن أعداد الشباب المصابين إصابات خطيرة نتيجة فيروس كورنا "قد يكون أعلى بكثير"، بحسب موقع bbc الإخباري.
وراجع التقرير أول 2500 حالة وقعت في البلاد، وتوصل إلى أن 20% منهم تراوحت أعمارها بين الـ 20 والـ 44، و38 % منهم تراوحت أعمارها بين الـ 20 والـ 54.
ولفت التقرير إلى أنه، حتى الآن، ما زال صحيحا أن الغالبية العظمى من الذين يموتون جراء الإصابة بالفيروس هم من كبار السن.
وأشار إلى أن نسبة الوفيات بين المصابين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 85، تبلغ 14,8%، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 0,2 في المئة لمن هم دون الـ40 سنة.
وشدد التقرير على أن هذا لا يعني أن صغار السن لا يصابون بالفيروس ويمرضون به.
ولفت التقرير إلى أنه بالفعل عددا أقل بكثير من صغار السن ينتهي بهم الأمر إلى غرف العناية المركزة، لكن مع ذلك، يسبب هؤلاء ضغطا على أنظمة الرعاية الصحية.
وبحسب "بي بي سي" بينت إحصاءات رسمية نشرت في الأسبوع الماضي عن الأوضاع في إيطاليا أن 12% من المرضى الذين أدخلوا إلى العناية المركزة كانت أعمارهم تتراوح بين الـ 19 والـ 50، كما بينت إحصاءات نشرتها السلطات الفرنسية أن عدد المصابين من صغار السن في تصاعد.
ومن جانبه قال الأستاذ مارك ليبستيش، أستاذ علم الوبائيات في كلية الصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، لبي بي سي إنه فوجئ بقيام مراكز السيطرة على الأوبئة في الولايات المتحدة بنشر تقريرها.
وتابع "كما في العديد من الدول، لم تعمد الولايات المتحدة إلى إجراء فحوص للفيروس إلا لثلاث مجموعات محددة: العائدون من مناطق مصابة وتظهر عليهم أعراض، والمقربون من مصابين شخصت حالاتهم سلفا، وأولئك الذين تبدو عليهم أعراض خطيرة".
ولفت إلى أن "المعلومات جمعت بأساليب مختلفة، ولذا فإنها تعطي صورة مشوشة وقد لا تعبر عن ما يحدث فعلا".
وقال الأستاذ ليبستيش "الأمر الذي أعتقد أننا يمكننا قوله بكل ثقة هو أن المرض يظهر بشكل أقل حدة لدى الشباب، ولكن مع ذلك قد يصاب الشباب بحالات خطيرة جدا".
ومضى للقول "وهذا سبب واحد للاعتقاد أن اعتماد نظرية تكوين مناعة عمومية في أوساط صغار السن ليس السبيل الصحيح، فهناك أعداد كبيرة من صغار السن مما يعني أن أعدادا كبيرة منهم ستصاب بالمرض".
ولكن ما يدعو للتفاؤل، بحسب مارك، أنه من النادر أن ينتهي الأمر بالمراهقين والشباب بدخول المستشفيات. فالإحصاءات القادمة من كل الدول تقريبا تشير إلى أن الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 19 لا يصابون بأعراض خطيرة، ولو أن سبب ذلك غير معلوم إلى الآن.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة الماضية، من أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب أو يقتل الشباب الذين يجب عليهم تجنب الاختلاط ونقله إلى كبار السن وغيرهم من الفئات الأكثر عرضة للمخاطر.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، في مؤتمر صحفي عبر الواقع الافتراضي: "لديَ اليوم رسالة للشباب: لستم محصنين، هذا الفيروس يمكن أن يزج بكم في المستشفى لأسابيع وقد يقتلكم. حتى لو لم تمرضوا، فإن الخيارات التي تتخذونها بشأن أين تذهبون، يمكن أن تكون الفارق بين الحياة والموت لشخص آخر".