وأعلن مدير عام مؤسسة مياه الحسكة الحكومية، المهندس محمود العكلة، لوكالة "سبوتنيك" عن انقطاع مياه الشرب عن مدينة الحسكة نتيجة تعرض (خط الجر) الرئيسي من مشروع آبار محطة علوك في ريف رأس العين، لضرر كبير نتيجة قصف بالمدفعية الثقيلة نفذته الميلشيات "التركمانية السورية" المسلحة الموالية للجيش التركي على مسار عبوره في محيط قرية "أم الكيف" بريف مدينة "تل تمر" شمالي غربي الحسكة.
وعانى سكان محافظة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وريفها شمال شرقي سوريا خلال الأشهر السبعة الأخيرة قطعا متكررا لمياه الشرب منذ سيطرة الجيش التركي والميلشيات "التركمانية المسلحة" الموالية له على منطقة رأس العين على الحدود السورية التركية والتي تحوي مشروع آبار علوك الذي يعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لمدينتي الحسكة وتل تمر.
وقبل يومين فقط، استأنفت الميلشيات "التركمانية" الموالية للجيش التركي ضخ مياه الشرب إلى المدينة، قبل أن يتسبب القصف المركز على طول مسار خط المد بقطعها مجددا.
وتتبادل الميلشيات "الكردية" الموالية للجيش الأمريكي و"التركمانية" الموالية للجيش التركي، الاتهامات عن الأزمة الإنسانية الناجمة عن حرمان نحو مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة من مياه الشرب، حيث يلقي كل منهما بالمسؤولية عن عدم تنفيذ بنود الاتفاق بينهما والذي تم منذ فترة برعاية روسية، في ظل مساعي حكومية سورية وروسية لإيجاد حلول بديلة وإسعافية لتوفير مصدر آمن لمياه الشرب في ظل المخاوف من انتشار فايروس "كورونا".
ويعتبر مشروع آبار علوك القريب من مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرة الميلشيات "التركمانية" المصدر الوحيد لمياه الشرب لمدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وريفها، ويقوم هؤلاء بين الحين والآخر بقطع المياه منه بحجة عدم التزام تنظيم "قسد" بالاتفاق وقطع التيار الكهربائي المغذي لمحطة مبروكة من سد تشرين، الخاضع لسيطرة " قسد" لإيصالها لمنطقتي تل أبيض ورأس العين الواقعة تحت سيطرة الفصائل.
وفي وقت سابق، قال مدير عام مؤسسة المياه الحكومية بالحسكة لـ "سبوتنيك إن "قطع المياه يتم من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين" بحسب وصفه، وأن ما يحدث هو "انتهاك واضح وجريمة إنسانية بحق أهالي مدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها وزيادة معاناتهم".
وأضاف العكلة بأن "المسلحين يقومون كل فترة بإخراج عمال ومهندسي المؤسسة من محطة مشروع آبار علوك بريف رأس العين ويتعمدون إيقاف ضخ المياه ما يهدد حياة مليون سوري بالعطش رغم الجهود والمساعي التي تقوم بها الشرطة العسكرية الروسية لعودة المياه إلى مجاريها".
وتابع العكلة بأن "الحكومة السورية ملتزمة بجميع الاتفاقات التي توصل إليها مركز حميميم الروسي الضامن، مع كل من الجانب التركي والفصائل (السورية التركمانية المسلحة) من طرف، ومع تنظيم "قسد" من طرف آخر، لكن الطرفين الآخريين غير ملتزمين بهذه الاتفاقات، ما يجعل المدنيون يدفعون ثمن هذا التعنت غير المسؤول".