من داخل أحد محلات صنع الأقمشة وزينة رمضان التي تعلق على الحوائط في المنازل، يقول لوكالة "سبوتنيك" محمود فتوح إن "هذا العام هو الاسوأ، تأثرت عمليات البيع البيع كثيرا بسبب حظر التجول وقلة ساعات حركة المواطنين، وأيضا الخوف من المستقبل بسبب انتشار كورونا، وتقليص ساعات العمل للعديد من المواطنين خفض من دخلهم الشهري".
ويتابع فتوح وهو ينظر إلى أزقة السوق الخالية من المارة في وقت اعتادت فيه أن تشهد تكدسا للشراء "مظاهر البهجة التي تثيرها هذه الزينة لا يشعر بها الناس لأنهم غير قادرين على الفرح بسبب الخوف من الأوضاع الجارية، لم نبع بقدر 10 في المئة من الذي بعناه العام الماضي، حظر التجول فرض في موسم البيع الخاص بنا".
وحول فكرة البيع عبر الإنترنت، يقول فتوح "هذه الفكرة غير مجدية بالنسبة لنا، لأن الأسواق المصرية القديمة لها خصوصية ومجرد الخروج لها يسبب بهجة وليس فقط عمليات الشراء، إضافة إلى أننا تجار، أغلبنا يعمل بالجملة، ليس لدينا طريق توصيل للطلبات عبر الإنترنت، ولا أجهزة تمكننا من استقبال هذه الطلبات والعمل بهذه الطريقة، حتى خيار إغلاق المحلات يمثل دمارا بالنسبة لنا، نحن لسنا عمال باليومية، ولا محسوبين على قطاع خاص، رأسمالنا كله موضوع في هذه المحلات وهذه البضائع، وليس أمامنا سوى انتظار أن يمر هذا الوقت".
حالة ركود البيع لم تختلف كثيرا عند جار فتوح الذي يصنع فوانيس صغيرة من الأقمشة إضافة إلى الزينات التي تعلق على الحائط، إذ يقول صاحب المحل مصطفى زكي لـ"سبوتنيك"، بعدما أنهي البيع لزبونة وقفت وحيدة في محله الممتلئ بالبضائع "الأجواء ليست جيدة، لا بيع ولا شراء، الناس خائفة من النزول، وسلعتنا تعتبر سلعة كمالية، رغم ذلك لا نستطيع إغلاق محلاتنا هذا مصدر رزقنا الوحيد".
ويوضح زكي "أغلب هذه السلع أعمال يدوية، نبدأ بالعمل فيها بعد نهاية شهر رمضان ونحضرها لبيعها خلال هذا الوقت، هذا الموسم البيع بالنسبة لنا، نضع أغلب أموالنا في تجهيز هذه البضائع، ونعتمد على جمعها خلال هذا الموسم، هذا العام لم نجمع ولو ربع الأموال التي وضعناها، نبيع بضاعتنا بأسعار أقل من تكلفتها حتى نتمكن من تسييل بعض الأموال".
الشكوى ذاتها عند تاجر آخر بالسوق يدعى يحيى، حيث يقول لـ"سبوتنك" إن "حركة البيع أقل هذا العام ومتأثرة كثيرا بانتشار الفيروس ربما تراجع البيع بنسبة 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي، رغم أننا خفضنا الأسعار، لكن هناك مرض ينتشر في البلد يمنع حركة الناس ويخيفهم، طبيعي أن يؤثر هذا علينا".
آيات علي أحد الزبائن قالت لـ"سبوتنيك" إنها "اعتادت شراء هذه الزينة كل عام لأحد دور الأيتام، رغم الخوف من انتشار كورونا هذه الأيام وأن العمل لم يعد مستقرا كما كان في السابق، لم أرغب في أن أوقف هذه العادة، لأنها تسعد الأطفال"، لكنها استرسلت "خفضت الميزانية المخصصة لشراء هذه الزينة عن العام الماضي، لكن لم أوقفها".
سيدة أخرى قالت إن "هذه الزينة هي ما تغير من شكل المنزل، وتجعل من شهر رمضان شهرا مميزا، هذا العام الأوضاع المادية ليست مستقرة لكني أردت شرائها أيضا حتى يفرح بها أولادي، خاصة وأننا نعيش في قلق دائم بسبب انتشار فيروس كورونا". وتابعت "في كل عام كنت اصطحب أطفالي معي لشراء فانوس لكل منهم، هذا يبهجهم، لكن هذا العام تركتهم في المنزل خوفا عليهم من العدوي لأني توقعت أن تكون السوق مزدحمة، وسنشتري فانوسا واحدا كبيرا فقط نضعه في المنزل، بدلا من فانوس لكل طفل وزينة للبيت بأكمله".
وسجلت مصر حتى أمس الثلاثاء 2350 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، و178 حالة وفاة.
وفي سبيل مواجهة الفيروس أعلنت الحكومة المصرية خلال الشهر الماضي عن حزمة من الإجراءات من بينها تعليق حركة الطيران من وإلى البلاد، وفرض حظرا للتجول من الثامنة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي، وتعليق العمل بالمدارس والجامعات والمصالح الحكومية غير الحيوية، وتقليل حد سحب النقد من البنوك والصرافات الآلية لتقلليل التعامل بالأوراق النقدية ودعوة المواطنين إلى العمل من المنازل والبقاء في منازلهم قدر الإمكان وتقليل الحركة لتقليل فرص انتشار العدوى.