جهاز "أمل" كما أطلق عليه وضع تحت تصرف وزارة الصحة السورية والهيئة العلمية المختصة للكشف عليه ووضعه في الخدمة والإنتاج الفعلي بعد التأكد من جهوزيته.
وأشار المشرفون على العمل أنه يعد من أكثر أجهزة التنفس تطوراً بين المبادرات الفردية التي تنادى الخبراء والهواة من المخترعين في سورية لإنجازها.
من جهته تحدث المهندس فارس شهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية أنه وبعد تصنيعه لن يكون محتكراً لكونه مشروعاً إنسانياً في ظل هذه الظروف. كما دعا الشركات إلى التعاون وأخذ نموذج عن الجهاز، مشيراً أن الوقت العصيب يحتّم التضامن والتكاتف لصد الوباء المتفشي عالمياً.
غرفة الصناعة، والتي سابقت الزمن لإنتاجه وفور انقضاء 16 يوماً تمكنت من تطوير "أمل" ليأتي عقب تحدٍ واسع في ظل حصار وعقوبات تشهدها البلاد وصعوبات تأمين القطع بعد العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة.
زاد الأمر صعوبة كما يشرح الصناعي تيسير دركل رئيس الفريق التقني لـ "سبوتنيك" الحجر المنزلي والذي أغلق معه أسواق القطع الكهربائية وقال: "مشروعنا هو فكرة بحث علمي وليس تقليداً سعينا للسير بأقصر الطرق الممكنة ونتحدى أي جهاز محلي أو أجنبي يماثله".
وأردف الصناعي دركل: "الفريق يضم مهندسين وفنيين وتقنيين تم اختيارهم على أساس الوظائف وخلال يومين تم تشكيله وأنجز العمل عبر عمل فريق جماعي متكامل".
ولم يخف الشهابي التحدي الكبير الذي واجهته الغرفة بعد الاطلاع على مختلف أنواع الأجهزة الأجنبية، وقال: "لم نأخذ أي جهاز آخر ونقلده ولم تكن هناك هندسة عكسية بل اطلعنا وأخذنا أفكاراً وجرى تكليف فريق مختص، وكل قطعة بالجهاز جديدة بالكامل، ويحقق الجهاز المعيار العالمي وتحديداً البريطاني".
من جهته شرح الدكتور المهندس خير الدين طرشة عن بداية العمل في تطوير الجهاز وميزاته الفنية والتقنية وقال:"بدأنا في الخطوة الأولى في أواخر الشهر الثالث من هذا العام وتمت المباشرة بجدية في دراسة الفكرة والمبادرة وتشكيل فريق علمي ووضعت التصاميم الهندسية ومن ثم تأمين القطع".
وفي سياق شرح الدكتور طرشه حول كيفية تأمين البديل ذكر قائلاً: "واجهتنا مشكلة عدم توفر القطع والتي لم تكن متاحة، استطعنا الاستعاضة عنها والمفقودة بفضل منهجيات الابتكار والخبرة العلمية التي يمتلكها أعضاء الفريق".
هذا الجهاز والذي أتى على عجل يعد منافساً بوسائل وأدوات محلية وهو غير مقلد لأي جهاز تنفس أجنبي، من ميزاته سهل الحمل وموصول مع جهاز طوارئ وقادر على العمل لساعات طويلة بل ولأيام دون انقطاع في حال توفر له التيار الكهربائي.
يذكر الدكتور طرشة المشرف الفني بقوله: "أجرينا تجارب نواتج هذه الخوارزميات للتأكد من المعايير الحقيقية لهذا الجهاز بعد عملية التصميم وتم نقل التكنلوجيا إلى تقنيات متطورة ومتقدمة هي منافسة لكل ما ظهر حالياً من أجهزة".
وأوضح الدكتور طرشه حول ما يكتنف الجهاز من استخدامات متعددة فهو ليس مخصصاً فقط لمرض فيروس كورونا بل يمكن استخدامه في كل العمليات، وقال "بلا شك الحاجة لأجهزة التنفس تعاظمت في هذا الوقت مما دفعنا لصناعته".
وقال إنه في سورية قبل كورونا كنا غافلين عن الصناعة الطبية وهذا الجهاز واحد من الصناعات الطبية المعقدة، مضيفاً:"أي جهود مشتركة هي مبعث ترحيب ونفتح أيدينا مع الجامعات والمراكز البحثية لتطوير هذا الجهاز ولدينا الكثير من الخطوات للتشارك والتنافس والتصدير".