وتتواصل احتجاجات مدينة طرابلس شمالي لبنان، التي تعد من أفقر المدن في البلاد، غضبا بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أهالي المدينة.
وعمد عدد من المحتجين على تحطيم وإحراق فروع المصارف في طرابلس، اليوم الثلاثاء، وعلى الفور انتشر الجيش في شوارع التل: وأطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين.
واستقدم الجيش اللبناني مزيداً من التعزيزات الأمنية، حيث لا تزال المواجهات مستمرة مع المحتجين الذين يرمون الحجارة عليهم.
وتسود حالة من الغضب في طرابلس بعد تشييع الشاب فواز السمان الذي تم قتله في أحداث الأمس.
وبهذا الصدد قال القيادي في "تيار المستقبل"، النائب السابق مصطفى علوش لـ"سبوتنيك": إن "الانفجار الاجتماعي في طرابلس ليس وليد اللحظة"، واصفا إياه "بالمتراكم مدى سنوات".
وأضاف: "ولكن منذ بداية الثورة بـ 17 تشرين الأول/أكتوبر، كنت أتوقع أن تصل الأمور إلى أسوأ من ذلك، وأظن أن الأمور ذاهبة إلى المزيد من العنف والشغب واحتمال أن نصل إلى مرحلة النهب وقد لا تستطيع القوى الأمنية أن تسيطر على الوضع".
وأشار إلى أن "مدينة طرابلس فقيرة ومعدمة ولديها حاجات أكثر من أي مكان في لبنان، وهذا يلخص وضع المدينة".
ولفت علوش إلى أنه "لا يمكن وضع اللوم ومسؤولية تردي الأوضاع في المدينة على جهة محددة"، موضحاً أن:
الوضع ذاهب إلى الأسوأ وتطور الأمور على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والعجز والإهمال هو ما أوصل المدينة إلى ما هي إليه الآن.
بدوره مسؤول حركة قطاع الشباب في حركة الشعب، في طرابلس، عبد العزيز زين الدين قال لـ"سبوتنيك"، إن "طرابس تعيش قبل الأزمة تحت خط الفقر، وسبق أن أشرنا إلى أنها ستكون بداية إنفجار لبنان من الناحية المعيشية".وتابع:
الوضع المعيشي مخيف، أنا إبن طرابلس لم أر بحياتي مثل هذه الضائقة المادية التي يمر بها أهالي المدينة، الوضع سيء جداً، ونتج عنه اضطرابات ومشاكل بالجملة وسرقات وتردي الوضع الاجتماعي يؤدي الى انفجار في الشارع كما رأينا في أمس.
وأضاف: "فصل الشارع إلى مطالب محقة ومندسين أمر صعب، وأي حراك مطلبي سيكون فيه المتظاهر من وجعه وفقره وهذا رأيناه في طرابلس بالمرحلة الماضية مع تردي الوضع المعيشي، وهناك من ينزل لمطالب سياسية وأهداف تخدم المصالح السياسية فقط".
وأكد زين الدين أنه لا يمكن وضع اللوم على أهالي المدينة لأن الوضع في تردي تدريجي ظل مكبوتاً حتى وصل إلى مرحلة الانفجار، يوم أمس".
واستدرك إلى أن هناك "استهداف مباشر للمصارف ولكن المستغرب هو العنف المفرط المستخدم من القوى الأمنية في البداية وما رافقه من إطلاق الرصاص الحي والمطاطي، ما أدى لوقوع إصابات".
وختم: "نتمنى أن لا يتم استغلال الشارع في الطريقة التي يرسم له، ولا نصل لمكان يستغل وجع الناس لمآرب سياسية مثلما حدث عام 1992 مع حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي".
واندلعت مواجهات، مساء أمس، بين المحتجين والقوى الأمنية بمدينة طرابلس حيث عمد بعضهم على إحراق واجهات المصارف الخاصة في المدينة بواسطة قنابل حارقة، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني الذي أطلق الرصاص في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وأعلنت الناشطة فاطمة فؤاد السمان على صفحتها الفيسبوكية عن استشهاد أخيها فواز فؤاد السمان، 26 عاما، متأثراً بجراحه نتيجة رصاصة حية خلال المواجهات مع الجيش يوم أمس في طرابلس.
من جهتها أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن عدداً من المندسين أقدموا على القيام بأعمال شغب والتعرض للممتلكات العامة والخاصةـ في مدينة طرابلس وإحراق عدد من الفروع المصرفية والتعرض لوحدات الجيش المنتشرة.
وحذرت أنها لن تتهاون مع أي مخلٍ بالأمن والاستقرار وكل من تسوّل له نفسه التعرض للسلم الأهلي.
وبحسب قيادة الجيش، فقد أصيب 40 عسكريّاً من بينهم 6 ضباط، وقد أوقفت وحدات الجيش في المدينة المذكورة 9 أشخاص لإقدامهم على أعمال شغب.
وتداعى ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لمظاهرة قرب مجلس النواب وسط بيروت، بعد ظهر اليوم، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية.