وأثار كلام نصر الله موجة جدل واسعة في الداخل اللبناني، وأبرزها مجدداً نقطة الخلاف السياسي بالنسبة إلى العلاقة مع سوريا.
رفض أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله في خطابه، أمس، نشر أي قوات أممية عند الحدود بين لبنان وسوريا، مؤكداً على ضرورة فتح قنوات اتصال لبنانية مع الحكومة السورية.
وأضاف: "لبنان الآن بصدد مباحثات مع صندوق النقد الدولي لإعادة ترتيب الوضع الاقتصادي والتوجه الدولي نحو بناء اقتصاد منتج يعتمد الزراعة والصناعة بالدرجة الأولى وليس الاقتصاد الريعي السابق الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه، من الطبيعي أن العلاقة مع سوريا هي أولوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية ما بين لبنان وكل المشرق العربي لأن لبنان ومرفأ بيروت كان مرفأ العراق والخليج، ولبنان هو خط التواصل وكان منتجاً زراعياً وصناعياً وكان يصدر إلى هذه الدول وهذا الأمر توقف، السيد حسن نصر الله يقول إنه إذا كان علينا التوجه إلى بناء اقتصاد إنتاج فعلينا النظر أين نصرف هذا الإنتاج، ومن الطبيعي أن يذهب الى العراق والخليج وسوريا والدول العربية المجاورة ومن الطبيعي أن تكون العلاقة مميزة مع سوريا لأنها المدخل والمعبر لكل هذه العلاقة".
وأشار سكرية إلى أنه "قد يكون هنالك ضغوطات أمريكية لدفع أثمان سياسية مقابل المساعدة الاقتصادية من قبل صندوق النقد الدولي"، موضحا أن
طموح أمريكا هو بمحور في القضاء على المقاومة وعلى سلاح "حزب الله" وإغلاق الحدود.
وتابع: "الآن يتم البحث أن التهريب بين لبنان وسوريا يسبب خسائر للاقتصاد اللبناني وقد يدعو البعض لاستقدام قوات طوارئ دولية كما في القرار 1701 والهدف منها ليس منع تهريب صهريج مازوت أو إلى ما ذلك الهدف منها فصل لبنان عن سوريا وحصارها وفصلها عن سوريا وكل وسائل الدعم التي قد تأتيها من هناك، وكان كلام الامين العام واضح جداً".
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير: إن "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله انطلق بمقاربته لموضوع العلاقات اللبنانية السورية من زاويتين، الزاوية الأولى التي لها علاقة بالوضع السوري أنها تجاوزت مرحلة الخطر وأصبحت مستقرة مع وجود بعض المشكلات، على الأقل استعادت الدولة السورية السيطرة على معظم المناطق في سوريا وهذا ينبغي على كل المراهنين على التغيير في سوريا أن ينتهوا من هذا الرهان".
وأضاف في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، "النقطة الثانية هي أن الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان يواجه أزمة كبيرة وهو بحاجة لتغيير في الأداء خصوصاً عبر تعزيز الصناعة والزراعة، وسوريا تشكل البلد الذي يمكن من خلاله لبنان أن يصدر بضاعته إلى العراق أو مناطق أخرى، من هنا اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" أن على لبنان إعادة النظر بطبيعة العلاقة مع سوريا وأن يذهب بالتطبيع الكامل لهذه العلاقة من أجل الاستفادة من المتغيرات التي تخدم لبنان أولاً وليس الموضوع خدمة الحكومة السورية، بل مصلحة لبنان تتطلب إعادة نظر في العلاقات من أجل الاستفادة من المتغيرات التي حصلت في سوريا، بانتظار أن يحصل لبنان على مساعدات أو غير ذلك لكن تغيير الوضع الداخلي اللبناني تجاه سوريا يخدم لبنان ويخدم الزراعة والصناعة اللبنانية".
ورأى قصير أنه من الضروري ترتيب العلاقات مع سوريا، معتبراً أن:
هناك إشارات إيجابية حصلت على هذا الصعيد من خلال استقبال رئيس الحكومة للسفير السوري وقيام بعض الوزراء بزيارة سوريا، لكن أزمة كورونا أدت إلى الانشغال عن متابعة هذه الملفات.
بالمقابل، شدد الكاتب والمحلل السياسي بشارة خير الله على أن توقيت خطاب أمين عام "حزب الله"، أمس، خاطئ، عشية انطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وأضاف: "ثانياً ما قاله نصر الله نقيض الخطة الحكومية لأنها قائمة على الإصلاحات ولا إصلاحات من دون وضع ضوابط للتهريب عبر المعابر البرية ومن بين التهريب وضع حد للسلاح، لأنه بحجة السلاح يتم تهريب المازوت والطحين المدعوم لصالح أهداف "حزب الله" الإقليمية".
وأكد خير الله أنه أبعد ما يكون عن إفادة لبنان هي عودة تطبيع العلاقات مع سوريا حالياً، لافتاً إلى أن المطلوب اليوم تحييد لبنان عن صراعات المحاور.