ولد غيورغي نيكولايفيتش فليوروف، وهو أحد مبدعي القنبلة الذرية السوفييتية، في عام 1913 في مدينة روستوف. في عام 1931 سافر إلى مدينة لينينغراد (سان بطرسبورغ حاليًا) ليلتحق هناك بأحد المصانع. في عام 1933 انتسب إلى معهد البوليتكنيك. في عام 1938 تخرج من معهد البوليتكنيك، وانتسب إلى معهد الفيزياء. وفي عام 1941 بعدما اعتدت ألمانيا على روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفييتية المتحدة وبدأت الحرب الوطنية العظمى، وتطوع لقتال الغزاة.
الاهتمام بعلم الفيزياء
ورفض مسؤول التجنيد إرساله إلى جبهة القتال لعدم إتقانه فن القتال، فأرسله إلى أحد مراكز التدريب التابعة للقوات الجوية ليتعلم هناك صيانة الطائرات الحربية.
وجاء في رسالته إلى قائد اتحاد الجمهوريات السوفييتية إنه :"لا يجوز الانتظار حتى يتم حل هذه المشكلة في ألمانيا أوانجلترا أوالولايات التحدة الأمريكية لأن مَن يصنع القنبلة الذرية أولاً هو من يستطيع إملاء شروطه على العالم".
الاكتشاف الهام
وأخبر غيورغي فليوروف مسؤولي الدولة بأنه اكتشف أمرا في غاية الخطورة هو تغييب كل ما له علاقة بالفيزياء الذرية عن الصحف الأجنبية بعد أن غصت هذه الصحف في نهاية الثلاثينات بالمقالات عن الفيزياء الذرية. ومعنى هذا، برأي غيورغي فليوروف، أن العسكريين الأجانب اهتموا بصنع السلاح الذري، وضربوا ستارا من السرية والكتمان على ما يفعله علماء بلدانهم في هذا المجال.
تأكيد الاستنتاجات
وكان جهاز الدولة على علم بأهمية هذا الموضوع منذ نهاية عام 1941. وفي أيار / مايو 1942 أبلغت استخبارات الدولة مكتب رئيس الدولة أن الغرب يعمل على حل "مشكلة اليورانيوم".
وفي نفس الوقت تم التحقق من تغييب المقالات الخاصة بالفيزياء الذرية عن وسائل الإعلام. وجاء في تقرير كتبه عالم الفيزياء فيتالي خلوبين، رئيس لجنة الدولة المعنية بمشكلة اليورانيوم، في يونيو/حزيران 1942 إن هذا يدعو إلى استنتاج أن هناك اهتماما كبيرا بهذا العمل وأنه يجري في الخفاء.
صنع القنبلة
ولم يعد التمهل، والحالة هذه، ممكنا، ففي أغسطس/آب 1942 تم استدعاء غيورغي فليوروف من الجيش، وبُدئ باستدعاء غيره من علماء الفيزياء الذرية من منشآت صناعة الدفاع غير المختصة بعلم الفيزياء الذرية. وفي 28 سبتمبر/أيلول من نفس العام تم تدشين مشروع صنع القنبلة الذرية. واستمر العمل في المشروع حتى تجربة القنبلة الذرية السوفييتية في عام 1949.
وكان غيورغي فليوروف نصيرا للاستفادة من نتائج الفيزياء الذرية في المجال الاقتصادي للبحث عن النفط، مثلا. وحالفه النجاح في كل موقع لأنه عرف ماذا يفعل ولماذا.
توفي غيورغي فليوروف في عام 1990 في مدينة دوبنا. وأطلق اسمه على أحد شوارع هذه المدينة الذي عاش فيه. ويوجد فيها تمثال له.