مرحلة مفصلية
قال قيس النوري أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد والسفير السابق في الخارجية العراقية، "المغزى الأساسي من الحوار الأمريكي العراقي خلال هذا الشهر هو إعادة تقويم الوجود العسكري الأمريكي في العراق بضوء مستجدات الوضع السياسي العراقي، خاصة وأن إيران قد طورت وجودها السياسي في العراق".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ"سبوتنيك"،"هذا التطورالإيراني على الأراضي العراقية شعرت به الولايات المتحدة بأنه يمثل تهديدا لوجودها، إضافة إلى أنه تجاوز اتفاق التخادم بينها وبين إيران، لذلك تطلب الأمر الشروع في حوار جديد يؤسس لشكل مختلف للعلاقة بين العراق والولايات المتحدة".
وتابع النوري، "العقبة الأساسية التي سوف تواجه هذا الحوار هو الارتباط الوثيق بين شخوص العملية السياسية وبين قوى إقليمية لها مصالحها وترمي لإحكام القبضة على العراق، وهى معضلة سوف يواجهها الطرف الأمريكي الذي يسعى إلى صيغة توازن بين أهداف وجوده والرغبات الإقليمية، وإذا حدث سيكون بالطبع ضد المصلحة الوطنية العراقية التي يعبر عنها الشارع العراقي بوضوح، وهو رفضه لكل أشكال الوجود الأجنبي".
التصعيد الأمريكي
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، "في تقديري إذا فشل الأمريكان في الوصول مع الجانب العراقي إلى تفاهم يحقق الأهداف الأمريكية بصيغة متوازنة، سوف يلجأ الأمريكان إلى تصعيد الموقف في الساحة العراقية بمزيد من الإجراءات السياسية والعسكرية والاقتصادية في محاولة لتقليص وخفض مستوى التأثير لتلك القوى الإقليمية، من هنا أعتقد أن نتائج هذا الحوار وما سوف يتمخض عنه سوف تكون نقطة مفصلية في مسارات الوضع العراقي عموما".
عوامل نجاح
من جانبه قال ثٱئر البياتي أمين اتحاد القبائل العربية بالعراق، "ستنجح المفاوضات من أجل عقد اتفاق طويل الأمد بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية بغض النظر عن كل الأصوات التي تعارض هذا الاتفاق، والجميع يعلم أن المعترضين هم من أدوات القوى الإقليمية ذات المصلحة في العراق وأذرعها بكل أشكالهم وصفاتهم، فالصراع الآن بين واشنطن وبعض دول المنطقة التي بدأ نفوذها في الانحسار تدريجيا نتيجة عدة عوامل ما بين الاقتصادية والسياسية والتي تبحث عن مخرج".
وأضاف رئيس اتحاد القبائل لـ"سبوتنيك"، المراقب للشأن السياسي لبعض دول جوار العراق يجد أن هناك تغيرات واضحة داخلية وخارجية.
نقطة تحول
وأشار البياتي إلى أن "القبول الإيراني بالاتفاق الأمريكي العراقي يعد نقطة تحول في سياسة طهران وستكون تركيا البديل والداعم اقتصاديا بشركاتها العملاقة لإعادة إعمار العراق، وهذا ما نتوقعه تحت إشراف ومتابعة امريكية من أجل إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي بين دول المنطقة".
ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في السابع من نيسان/أبريل ،2020 إلى "حوار استراتيجي" بين الولايات المتحدة والعراق للبحث في مستقبل العلاقة بين البلدين، ويرمي الحوار، الذي سيكون عبارة عن سلسلة من الاجتماعات بين كبارالمسؤولين الأمريكيين والعراقيين، إلى وضع كافة جوانب العلاقة الأمريكية-العراقية على طاولة الحوار.
وكشف مصدر حكومي عراقي أمس السبت، تفاصيل وآلية الحوار العراقي الأمريكي المقرر أن يبدأ منتصف الشهر الحالي.
وقال المصدر إن"الفريق العراقي سيتكون من 20 شخصا في اختصاصات السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة"، مبينا أن"بعض أعضاء الفريق العراقي اختارهم رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي".
وأضاف أن "الحوار سيكون عبر منصة إلكترونية أنشئت لهذا الغرض، ولن يكون الحوار وجها لوجه"، مشيرا إلى"تحديد الفريق العراقي أولويات في المفاوضات، منها وجود القوات الأمريكية، ودعم القوات العراقية، والتعاون في مجال الاقتصاد".
وأشارإلى أنه "من المتوقع أن يطرح الأمريكان ملفين مهمين يتعلق الأول بالفصائل المسلحة العراقية التي تعمل خارج إطار الحشد الشعبي، وكذلك الطلب من الحكومة العراقية التعهد بحماية مصالحها في العراق.