واعتبر الباحث السوري أن سيناريو الإطباق الغربي الكامل على سوريا عبر (قيصر) وغيره ليس متاحا، وخاصة مع توسيع روسيا مساحات تواجدها قبالة السواحل السورية على البحر الأبيض المتوسط غربا، وفي شرق سوريا قرب الحدود السورية العراقية، وهو ما يضفي صعوبة بالغة على محاولات الغرب المستمرة منذ أعوام لتنفيذ الإطباق الكامل على الحدود البرية والبحرية، ولربما لذلك ذهبت الولايات المتحدة إلى ما يمكن تسميته (الإطباق البعيد)، عبر التلويح بالعقاب لكل القطاعات الانتاجية والمصرفية واللوجستية في الدول والكيانات الاقتصادية التي تحاول أو تساعد في إيصال السلع الغذائية والأساسية إلى سوريا.
وأشار الأحمد إلى أن إغلاق جميع المعابر والموانئ والحدود ورضوخ الدول المجاورة والصديقة، هو سيناريو تخيلي وغير قابل للتطبيق حاليا، رغم أنه حصل شبيه له في كوريا الديمقراطية و كوبا وحتى في سوريا ثمانينات القرن الماضي ولمدة أكثر من عشر سنوات.
ويضيف الباحث الزراعي السوري: "من حيث المبدأ، لدينا مؤشرات مبشرة في القطاع الزراعي وقدرته على الصمود، وفي الواقع فليس قطاعنا الزراعي سيئا رغم استهدافه الممنهج بالتدمير الإرهابي على مدى سنوات".
وأورد الأحمد إحصائيات أساسية في قطاع الزراعة، مشيرا إلى أنه رغم سنوات الحرب التسعة "فلا زال الشعب السوري يملك أكثر من 300 مليون شجرة حراجيه، ومائة مليون شجرة زيتون تنتج 300 مليون كيلو زيتون و 150 مليون كيلو زيت، و32 مليون شجرة عنب، و20 مليون شجرة حمضيات و5 مليون شجرة تين، و15 مليون شجرة تفاح، و 25 مليون شجرة لوز، و10 ملايين شجرة فستق حلبي، ومثلها رمان، وغير ذلك الكثير من الأشجار المثمرة الأخرى...
وأشار الأحمد إلى أن سوريا تنتج أيضا نحو 3 مليارات كيلو خضروات سنويا، يضاف لها 900 مليون كيلو بطاطا، و800 مليون كيلو بندورة ومئات الملايين من الخضروات الأخرى..
ويرى الأحمد قدرة مقبولة لمواجهة التجويع الذي يسعي إليه واضعوا نصوص (قيصر)، معتبرا بأنه "من خلال ما تقدم، أؤكد أننا نملك إمكانيات كبيرة وأكثر بكثير مما تم عرضه، ويجب أن ترتكز السياسية الإقتصادية على خصوصية الحالة السورية وهو ما لم توفق حكوماتنا السابقة في الاعتماد عليها، ويكون ذلك من خلال التركيز على إمكاناتنا الإنتاجية الداخلية في مواجهة الحصار الخارجي والفساد الداخلي.
ووفق الباحث السوري ثمة نقاط ضعف بادية للعيان في القطاع الزراعي، وتتجلى في الحاجة إلى مضاعفة إنتاج من القمح والعمل على إنتاج كامل حاجات البلاد من السكر والأرز والزيوت (غير زيت الزيتون)، مشيرا في هذا السياق إلى أنه "لدينا خطط واعدة لمضاعفة إنتاجنا من القمح وعودة إنتاج السكر وبدائل له، بالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من الزراعات العلفية لتعويض النقص، كما أن لدينا تجارب ناجحة جدا على زراعة الأرز الهوائي الذي لا يحتاج لكميات كبيرة من الماء".
وبيّن الأحمد أن: أخطر نقاط الضعف نعاني منها، ويجب أن نتعاون جميعأ كي نتخطاها، تتجلى في حسن إدارة القطاع الزراعي لأنه ليس قطاع إنتاجي فقط بل هو أكبر قطاع قادر على رفد بقية القطاعات الإنتاجية بالمواد الأولية وعلى تأمين فرص عمل للمرأة وللخرجين و للأسرة السورية (مع العلم ان اكثر من 80% من المجتمع لا يملك راتب في آخر الشهر.
وختم الباحث في الاقتصاد الزراعي بالتأكيد على أن القطاع الزراعي هو القادر على تحسين مستوى المعيشي للأسرة وتحسين القوة الشرائية ولايمكن ان يتحسن الإقتصاد او سعر الليرة السوري إلا من خلال حسن إدارته، وهذا بدوره ما لايمكن أن يتم إلا من خلال تكامل جميع الوزارات المعنية في الحكومة مع جميع الاتحادات والنقابات وكافة المعنيين لتنظيم هذا القطاع الاقتصادي الكبير والهام.