وبحسب تقرير لـ"بلومبيرغ"، فإن نصيحة تيجنيل للحكومة السويدية بعدم إغلاق البلاد، تزامنت مع تسجيل واحد من أعلى معدلات الوفيات في العالم بمرض "كوفيد 19"، ومع ذلك يصر على أن استراتيجية السويد لا تزال تُساء فهمها على نطاق واسع.
خلال الأسبوع الماضي، تصدر عالم الأوبئة السويدي، عناوين الصحف بعد انتقاده منظمة الصحة العالمية ووصف الدول التي اختارت إجراءات الإغلاق الصارمة بـ"المجنونة".
جادل تيجنيل بأن العالم ليس إلا في المرحلة الأولى من التعامل مع معركة طويلة غير مؤكدة مع الجائحة، وهذا هو السبب في أن استراتيجية السويد ترتكز على إبقاء الكثير من المجتمع مفتوحًا.
وأوضح أن تدريب الناس على الالتزام بالمبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي هي الطريقة الواقعية الوحيدة للتعامل على المدى الطويل. وقال تيجنيل في مقابلة مع الإذاعة العامة السويدية: "أتطلع إلى تقييم أكثر جدية لعملنا مما تم حتى الآن. لا توجد طريقة لمعرفة كيف سينتهي هذا".
تبرئة
يوم الجمعة، حقق تيجنيل فوزًا مهمًا للغاية ضد منظمة الصحة العالمية، بعد أن انتقدها لارتكابها "خطأً فادحًا"، لوضعها السويد في البداية ضمن مجموعة من 11 دولة قالت إن "تسارع انتشار العدوى بها سيدفع النظم الصحية إلى حافة الهاوية".
لكن منظمة الصحة العالمية قامت بعد ذلك بتعديل تقييمها، وقالت إن معدلات العدوى السويدية في الواقع "مستقرة". وربطت العدد الكبير من الحالات بزيادة الاختبار.
قال ويليام هاناج، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، إن "سياسة السويد غير عادية، حيث اتخذت نهجًا أقل صرامة بكثير لمنع انتقال العدوى، ولكن من المثير للاهتمام أنها نفذت هذه الإجراءات في مرحلة مبكرة جدًا من الوباء".
لكن النهج السويدي جاء بتكلفة، وبلغت حصيلة القتلى لكل 100 ألف شخص خمس مرات المعدل المسجل في الدنمارك المجاورة لها، وفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.
وأضاف هاناج:
من غير الواضح بصراحة كيف يُتوقع حماية الضعفاء في السويد. بمجرد حصول تفشي كبير في فئة عمرية واحدة، يصبح من الصعب حماية الآخرين. إنه سيناريو حدث بالفعل في دور رعاية المسنين، حيث ارتفع معدل الوفيات بشكل وحشي بها.
آثار جانبية
مصدر قلق تيجنيل الرئيسي هو أن عمليات الإغلاق الصارمة قد تسيطر على انتشار الفيروس مؤقتًا، لكنها لن تمنعه من العودة، كما يقول أن عمليات الإغلاق تأتي بتكلفة يمكن تجنبها.
وقال "بنفس الطريقة التي يكون فيها لجميع الأدوية آثار جانبية، فإن التدابير ضد الوباء لها أيضا آثار سلبية. في سلطة مثل سلطتنا، تتعامل مع مجموعة واسعة من قضايا الصحة العامة، من الطبيعي أن تأخذ هذه الجوانب في الاعتبار"، في إشارة إلى العنف المنزلي والوحدة والبطالة الضخمة.
فيما قالت منظمة الصحة العالمية، في تعليقها يوم الجمعة: "هناك العديد من الاتجاهات الإيجابية للغاية في السويد، لا سيما الانخفاض المستمر في الحالات الجديدة التي تنطوي على مرض شديد، وانخفاض تدريجي في المرضى الذين يدخلون إلى العناية المركزة، واستمرار تناقص أعداد الوفيات الجديدة".
واختتمت بالقول إن السويد أشركت المجتمع في الاستجابة للوباء، وتمكنت من الحفاظ على الانتقال إلى المستويات التي يمكن أن يسيطر النظام الصحي السويدي خلالها على العدوى".
لا يزال الوقت مبكرا للحكم
يقول هاناج: "لقد تم تحريف الحقائق عن نهج السويد على نطاق واسع والترويج لأنه لا يفعل شيئًا، وهذا ليس حقيقيًا. بالنظر إلى نقطة البداية التي تقرر فيها أن تفشي المرض أمر لا مفر منه، يصبح السؤال هو كيفية تخفيفه والحفاظ على تماسك قطاع الرعاية الصحية".
وأضاف أن
استراتيجية السويد بهذا المعنى كانت أذكى من تلك الدول التي شجعت انتشار العدوى حتى وجدت أن عمليات الإغلاق أصبحت ضرورية.
وتابع: "ومع ذلك، فقد كلفها ذلك ثمناً باهظاً من حيث وفيات الفئات الضعيفة. مع العلم أن النهج يجب أن مرنا إذا كانت هناك زيادة مفاجئة. في النهاية وبالنسبة للنتيجة الإجمالية، فإن الوقت وحده سيخبرنا".