على مدار الأشهر الماضية لم تظهر قطر في الأزمة الليبية بشكل واضح، إلا أن الاجتماع الذي جرى مساء الخميس 23 يوليو/ تموز طرح بعض التساؤلات بشأن الموقف القطري، وانعكاسات الأمر على أكثر من جبهة، سواء كان فيما يتعلق بموقف حكومة الوفاق وتركيا، أو ملف الأزمة الخليجية والمقاطعة الرباعية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي عبر منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن الاجتماع بحث مستجدات الوضع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
رؤية ليبية
في البداية، قال النائب محمد معزب، عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا التابع لحكومة الوفاق، إن العلاقات القطرية مع حكومة الوفاق علاقات متجذرة بدأت منذ بداية انتفاضة فبراير/ شباط عام 2011. حيث كانت قطر هي الداعم الأساسي للانتفاضة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الموقف القطري حاضر حتى الآن، في أذهان الليبيين، وبخاصة الثوار.
ويرى أن هناك بعض المتغيرات التي حدثت، ومنها دخول تركيا كحليف لحكومة الوفاق، وأنه بهذا التحالف لم تعد قطر تلعب الدور الأول في المشهد الليبي بل تحل بعد تركيا.
تأثير الخطوة على الأزمة الخليجية
من ناحيته قال الكاتب السعودي سعود الريس، إن الغاز الليبي هو المنافس الأول لقطر، وأنها سعت للتواجد في ليبيا من قبل العام 2011.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن
قطر تخشى من منافسة الغاز الليبي، وأنها لم تقدم أي شيء للأزمة الليبية منذ العام 2011، وأن ظهور تركيا في المشهد توافق مع الرؤى القطرية للسيطرة على الغاز.
ويرى الريس أن خطورة المشروع القطري التركي في ليبيا يتمثل في إقامة "دولة إخوانية"، على المتوسط لديها ثروات كبيرة، إضافة إلى تكامل الدور مع وجود الإخوان في تونس، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على المنطقة.
وشدد الريس على أن الخطوة ليس لها أي تأثير على أزمة "الرباعي العربي"، خاصة أن الدول الأربع: "ألقت بالملف القطري خلف ظهرها"، ولم يعد الملف يمثل أي أهمية للدول الأربع، التي ترى أن المواجهة في الفترة المقبلة تتجاوز قطر.
موقف قطري
من الجانب القطري، قال المحلل السياسي القطري الدكتور علي الهيل، إن العالم قائم على المصالح، وأن مصالح قطر تتقاطع مع ليبيا وتركيا وإيران وعمان والكويت.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "السبب في تقاطع هذه المصالح هي الدول المحاصرة لدولة قطر، وهي التي فرضت تقاطعات المصالح الجديدة".
وأردف أنه قبل 5 يونيو/ حزيران 2017 لم تكن قطر حليفة لإيران، وكانت علاقتها مع تركيا ممتازة ولكنها "علاقة دولة بدولة".
وتابع بقوله: "الحصار فرض عليها –قطر- أن تعنى بالتسليح وأن تستجلب القاعدة العسكرية التركية، وكذلك التحالف الاستراتيجي مع إيران".
ويرى الهيل أن الخطوات القطرية تعزز ما حققته حكومة الوفاق من الانتصارات بمساعدة الدولة التركية.
ما التأثير القطري في المشهد؟
من ناحيته قال المحلل السعودي، محمد الساعد، إن التأثير القطري تراجع بشكل كبير، خاصة أن القرار لم يعد على الأرض الليبية ليتخذ في الدوحة، وأن القرار اليوم يتخذ في أنقرة فقط، وأنه على الدوحة وطرابلس الغرب تنفيذ التعليمات، بحسب وصفه.
وتابع بقوله:
رغم أن الدوحة هي من صنع الاحتجاجات في ليبيا، إلا أنها تحولت من دولة تمسك بالملف الليبي بعد انتهاء حكم القذافي، إلى مجرد (شركة نقل) للمقاتلين الأجانب المغادرين من شمال سوريا للقتال في ليبيا.
وشدد على أن قطر خرجت من الملف الليبي بشكل تام، بعدما أصبح الملف بين "مصر - فرنسا - أمريكا -وتركيا"، وأن ما تفعله قطر هو محاولة للبقاء في الغرف الخلفية.
وتشهد ليبيا توترات وترقب حذر، خاصة في ظل مطالبات دولية بعدم التقدم نحو أي عمليات عسكرية، لا سيما في سرت والجفرة التي تقف عندها قوات الجيش الليبي.