وتمثلت الجولة الأخيرة في الملء الأول والحديث عن ملكية النيل الأزرق والاتفاق غير الملزم.
ويرى مراقبون أن الاتحاد الأفريقي قد لا ينجح في تحقيق التوافق حول قضية السد وأن تطورات وسيناريوهات جديدة سوف تتدخل، لكن بعد نهاية عملية التفاوض وصدور بيان من الاتحاد حول ما تم التوصل إليه، وأن كل الخيارات ستكون متاحة بعد عمليات التصعيد الإثيوبي وشعور مصر والسودان بخطورة الوضع، وما لم تتضافر جهود الخرطوم والقاهرة ربما تتعقد الأمور أكثر.
كلام مرفوض
قال حاتم باشات، عضو اللجنة الأفريقية بالبرلمان المصري، إن "حديث إثيوبيا عن اتفاق غير ملزم، لم نسمع بهذا الكلام من قبل، وهو كلام مرفوض وعليه اعتراض، ومن جانبنا نحن نسير على خط واحد الآن وهو المفاوضات التي يرعاها الإتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، ونحن نسير في هذا الخط إلى نهايته، والنهاية هذه ستكون مع إعلان الاتحاد الأفريقي أنه وصل إلى نقطة النهاية، وهنا سنبدأ في تفعيل السيناريوهات الأخرى وهى كثيرة".
وأضاف عضو البرلمان لـ"سبوتنيك"، أن "السودان اليوم يدفع ثمن عدم التنسيق مع مصر منذ البداية، ولو كان هناك توافق مع مصر لما وصلت الأمور إلى هذا الحد، حيث كانت آخر المواقف السودانية خلال مفاوضات واشنطن والتي وقعت عليها مصر وانسحبت إثيوبيا ولم توقع الخرطوم، ولو كانت قد وقعت لاختلف الموقف الآن".
خطوط حمراء
وأكد باشات أن "العناصر المصرية التي تتفاوض حول سد النهضة هى عناصر ذات خبرات عالية ولديها بعد نظر وتعرف ماذا تفعل، اليوم السودان تدفع الثمن ومصر أيضا"، مشيرا إلى أنه "لا يثق في إثيوبيا، وكان لا يجب أن تجرى تلك المفاوضات في مقر الاتحاد الأفريقي بإثيوبيا، متمنيا أن تجرى تلك المباحثات في دولة خارج مقر الاتحاد كما حدث في العديد من الملفات الأفريقية".
وأوضح باشات أنه "لا يثق في نوايا إثيوبيا المقبلة، وعليه فإن مصر لديها خطوط حمراء ومحاذير سيعلن عنها في وقتها، معربا عن أمله أن يتحرك السودان وأن لا يجعل مشاكله الداخلية تبعده عن تلك الأزمة التي تهدد أمنه القومي".
الرفض الأفريقي
من جانبه، قال الدكتور أحمد المفتي العضو السوداني السابق في مفاوضات دول حوض النيل، إنه "لا معنى لأي جولة جديدة من المفاوضات بشأن سد النهضة مع إثيوبيا ما لم يحدد الإتحاد الأفريقي موقفه من المواقف الأخيرة لإثيوبيا، وما لم يصدر بيان من الاتحاد برفض المواقف الثلاثة لأديس أبابا، والمتمثلة في الملء الأول بإجراء إثيوبي منفرد، ثم إعلانها أن النيل الأزرق أصبح بحيرة إثيوبية علاوة على التصريحات الرسمية التي تقول فيها أنها لن تقبل باتفاق ملزم، لن تكون هناك أي جدوى من جولات المفاوضات القادمة".
وأضاف المفتي لـ"سبوتنيك"، "إننا نرحب بتشكيل السودان لجنة عليا لمفاوضات سد النهضة، لأنه إجراء سليم، علي الرغم من أنه جاء متأخرا 9 سنوات، حيث نصحنا به قبل بدء المفاوضات عام 2011، علما بأنه سبق أن تشكلت لجنة مماثلة، منذ العام 1995، تولت المفاوضات مع دول حوض النيل، حتى العام 2012، لأن موضوع المياه الدولية هو موضوع أمن قومي، ولا يستقيم أن يترك فقط لمهندسين من وزارة الري، مع كامل احترامنا وتقديرنا لهم، والاختبار الأول أمام اللجنة، اليوم قبل الغد".
اللجنة الفنية
وطالب المفتي اللجنة السودانية بأن "تصرح بوضوح حول موقفها من الملء الأول بإجراء إثيوبي منفرد، لأنه تم بالمخالفة لتوجيهات القمة الأفريقية المصغرة الأولي، وتوجيهات مجلس الأمن الدولي، ومطالبة السودان ومصر، وكذلك بالمخالفة للقانون الدولي، هذا بجانب إعلان إثيوبيا أنها لن تقبل باتفاق ملزم، علما بأنه لا فائدة البتة، من مفاوضات تفضي إلي اتفاق غير ملزم، وإعلانها النيل الأزرق بحيرة خاصة بها بالمخالفة للقانون الدولي".
وأكد الخبير السوداني، أن "أي اتفاق يبرم ما لم ينص قبل الملء والتشغيل، على حقوق السودان المائية، خاصة أمان السد، والأمن المائي، والتعويض عن الأضرار الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، لا يساوي الحبر الذي كتب به".
ويشار إلى أن الاتحاد الأفريقي يتولى عملية وساطة بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم فيما يتعلق بسد النهضة؛ بهدف تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث والخروج بحلول تنهي دعوة مصر لمجلس الأمن، وإحياء عملية التنمية المتكاملة للدول الثلاث.