ونشرت قناة العالم الإيرانية، اليوم الأحد، تفاصيل مهمة حول التكتيك الذي اتبعته المقاتلات الأمريكية التي اعترضت طائرة الركاب الإيرانية التبعة لشركة "ماهان".
ونوهت تلك المصادر إلى أن هذه المقاتلات الأمريكية "كانت تستهدف الطائرة أو دفعها الى فخ المضادات الجوية السورية وليس للتأكد من هويتها"، في تلميح إلى وجود نية لإسقاط الطائرة.
حادثة مشابهة في سماء الساحل السوري
تذكر هذه التصريحات بحادثة إسقاط الطائرة الروسية "إيل – 20"، بتاريخ 17 أيلول/ سبتمبر من عام 2018، فوق مياه المتوسط، والتي راح ضحيتها 15 عسكريا روسيا.
حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الحادث تزامن مع قيام أربع طائرات إسرائيلية من نوع "إف-16" بضرب مواقع سورية في اللاذقية، وعملية إطلاق صواريخ من على الفرقاطة الفرنسية "أوفرين".
واتهمت موسكو، في ذلك الوقت، الطيران الحربي الإسرائيلي بالقيام "بمناورات جوية استفزازية عرضت الطائرة الروسية للخطر وجعلتها عرضة للنيران السورية".
الجيش السوري "صبر" دائم قبل الرد
الدفاعات السورية بدورها، وبعد سنوات من الحرب، من الملاحظ أنها اتخذت موقف الصبر والتريث قبل القيام بأي رد على الاعتداءات المستمرة من الجانب الإسرائيلي.
ومن المعروف أن مراكز الرصد التابعة للدفاعات الجوية العسكرية تتبع عدة تقنيات بهدف التعرف على الطائرات المتحركة في الأجواء المفتوحة التباعة لبلدانها، حيث تظهر أغلب هذه الطائرات كنقاط مرقمة على شاشات الرادارات.
ومن الممكن أن تكون هذه الاستراتيجية "فخ الدفاعات الجوية" التي حاولت الطائرات الأمريكية اتباعها مع الطائرة المدينة الإيرانية، وهو ما يبرر الاقتراب الشديد من الطائرة، والذي من شأنه أن يسبب مشكلة لرادارات الرصد.
ونقل البرلماني الإيراني، محمد باقر قالیباف، معلومة هامة جدا عن قائد الطيارة الإيرانية، تفيد بهذا الخصوص، حيث أشار إلى أن الطيار المدني "تلقى إنذارين TCAS بسبب اقتراب المقاتلتين من جناح وأسفل الطائرة أكثر من الحد اللازم".
وأشار البرلماني الإيراني إلى معلومات عن المسؤولين في قطاع الطيران في بلاده تؤكد أن ما حدث هو محاولة لتوفير "التمهيدات لوقوع خطأ محتمل"، على حد تعبيره.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة دائما، خصوصا في الجبهة السورية الجنوبية (الجولان)، يتخذ الجيش السوري ما يمكن اعتباره "سياسة الصبر الشديد" في أي رد على أهداف جوية معادية، لمنع تكرار حادثة الطائرة الروسية، أو أي طائرة مدنية في الأجواء السورية.
لكنها من جهة أخرى، سريعة الرد، عند تأكدها من مصدر الأهداف الجوية، وهو ما يلاحظ عند رصد أهداف قادمة من الجولان السوري المحتل.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط).