وبمساعدة الاتحاد السوفيتي، تم تنفيذ 97 مشروعًا كبيرًا في مصر، بما في ذلك السد العالي في أسوان، ومصنع حلوان لأعمال الصلب، ومصنع نجع حمادي للألمنيوم، بحسب بيانات موقع السفارة الروسية في القاهرة.
رغم تراخي روابط التعاون بعد انهيار الاتحاد، شهدت العلاقات بين البلدين نشاطًا متناميًا بشكل سريع خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما تعكسه أرقام التعاون في المجال الاقتصادي.
أرقام عن التعاون
وفقًا لبيانات الجمارك الروسية، تجاوز حجم التداول السلعي بين البلدين 4.6 مليار دولار في عام 2014، بارتفاع قدره 80% عما كان عليه في عام 2013، وشمل ذلك منتجات نفطية وحبوب وأخشاب وحديد وغيرها.
هذا التعاون تواصل في السنوات اللاحقة، ليقفز حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 7.7 مليار دولار في عام 2018. هناك أكثر من 400 شركة روسية تعمل في مصر توفر عشرات الآلاف من فرص العمل في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية.
وفقًا للسفير الروسي بالقاهرة، غيورغي بوريسينكو، فشركات النفط الروسية الكبرى بما في ذلك "روس نفط" ولوك أويل" و"لادا" تعمل في مصر باستثمارات تتجاوز 7.4 مليار دولار، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وقال بوريسينكو في يونيو/ حزيران الماضي إن الجانبين يحرصان على استكمال كافة الإجراءات المتعلقة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي من المتوقع أن تجذب استثمارات روسية تفوق 7 مليارات دولار، وتوفر نحو 35 ألف فرصة عمل جديدة.
وفقًا للوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة، زار مصر 2.99 مليون مواطن روسي في عام 2014 بزيادة سنوية نسبتها 35%.
في حين زار روسيا نحو 15 ألف مصري فقط في 2014، كانت جمهورية مصر العربية ثاني أكثر الوجهات التي يزورها الروس في الخارج.
كان ذلك قبل أزمة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، والتي تسببت في انخفاض عدد السياح الروس في مصر إلى 150 ألف سائح، قدموا إلى البلاد عبر دولة ثالثة.
توافق سياسي
بلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين حين ساعد الخبراء السوفييت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
وكان للاتحاد السوفيتي موقفًا داعمًا لمصر عقب ثورة 1952، حيث ساعد القاهرة في تحديث قواتها المسلحة وبناء السد العالي.
وفي عام 2013، أبدت روسيا تأييدها لثورة 30 يونيو/ حزيران، وأيدت العودة المصرية إلى الساحة الإقليمية والدولية عقب ذلك.
وشهدت العلاقات السياسية بين البلدين طفرة في أعقاب ثورة 2013، بدأت بتبادل الزيارات بين وزراء الخارجية والدفاع في البلدين، ثم تطورت إلى تبادل الزيارات بين الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي.
في مقابلة مع "الأهرام" الأسبوعي قال غيورغي بوريسينكو: "اليوم علاقاتنا تمضي على مسار إيجابي ونريد أن نحافظ عليها على هذا النحو. نريد أن نعمل معًا ونتعاون، مصر وروسيا دولتان متشابهتان في التفكير، يتمتع رئيسينا بكيمياء جيدة وكانا يدفعان العلاقات".
وأردف: "أعتقد أننا شركاء جيدون. لدينا علاقات استراتيجية - في عام 2018 وقع بلدينا اتفاقية لإنشاء شراكة شاملة وتعاون استراتيجي".
الترابط الثقافي
قبل عام 1991، ترجمت وكالة حكومية روسية مئات الأعمال الأدبية إلى اللغة العربية، وهي مجلدات كانت متوفرة في السوق المصرية بتكلفة منخفضة. لكن هذه العملية هدأت في وقت لاحق، بحسب "الأهرام".
ويقول بوريسينكو: "نحن ملتزمون جدًا بالتعاون الثقافي، ولا يوجد سبب يجعل شركة في المستقبل لا تجد مثل هذا المشروع مثيرًا وجديرًا بالاهتمام. هذه هي الطريقة لنجاح الأمور".