الجزائر - سبوتنيك. وقال جيلالي، في حديث لوكالة "سبوتنيك": "حاول "جيل جديد" في عدة مناسبات، إبقاء الحوار في قلب الساحة السياسية، بما في ذلك ومع المجتمع المدني، لكن ثقل السلطة وراديكالية المعارضة في الجزائر التي تحول مركز ثقلها إلى أوروبا أعاق هذا الاحتمال في الوقت الحالي".
وأضاف "عادة، تُجبر الأحزاب السياسية المعارضة النشطة قانونيًا على قبول قواعد اللعبة، التي فرضها النظام القديم، وهذا بتأمين كفوطة من مقاعد البرلمان من أجل البقاء. الحراك قدم لهذه الأحزاب فرصة أخرى أمام الشعب، لقد وقعوا في بعض الأحيان في فائض من الحماسة "المعارضتية" دون أن يتحملوا هذا الموقف، ويستقيلوا من برلمان أشباح".
من ناحية أخرى يضيف جيلالي "عبر آخرون عن مواقف أكثر راديكالية، وهذا بمحاولة استغلال الحراك الشعبي، لإسقاط السلطة المركزية،، من خلال مهاجمة الجيش الجزائري بشكل مباشر".
وفي ذات الصدد أضاف المتحدث "أدرك "جيل جديد" في وقت مبكر، أن التمركز المتطرف لا يمكن أن يكون حلاً للبلاد ولا للحراك الشعبي، ونعتقد أن شبح الثورات الملونة والتلاعب الخارجي واللعب المريب لبعض الأطراف الداخلية، كان سينتهي بدفع الجزائر إلى الفوضى" موضحا "تحملنا مسؤولياتنا ودعونا وعملنا لصالح الحوار مع السلطات التي أبدت استعداداً لذلك. لسوء الحظ، الضغط الذي تمارسه الشبكات الاجتماعية على الفاعلين السياسيين، وسوء تقييم "النشطاء" للوضع جعل هذه المحاولة تفشل".
وانتقد سفيان جيلالي بعض السياسيين الذين اعتقدوا أن "الحراك أقوى من الدولة وأنهم سيركعونها حتى لو استلزم الأمر الحصول على مساعدة من شبكات خارجية".
وعن الانتقادات التي طالت الحزب من بعض الأطراف بعد مواقفه الأخيرة أضاف عضو حركة مواطنة السابق ( حركة معارضة جمعت أحزاب وشخصيات) :"كان "جيل جديد" شديد الالتزام بتغيير النظام ، لكن لم يكن يوما مع المساس بالدولة الجزائرية أو سيادتها أو أمنها.. هناك فرق بين النظام والدولة ، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن نضع أنفسنا في موقف المناول مع أي شخص كان يهدف للنيل من الأمن القومي."
وعن الانتقادات الموجهة لفكرة التهدئة خاصة بعد اعتقال بعض شباب الحراك، وكذلك الحكم بالسجن النافذ لثلاث سنوات في حق الصحفي خالد درارني، يجيب سفيان جيلالي "صحيح أنه ورغم إجراءات التهدئة التي استفاد منها بعض سجناء الرأي، لاحظنا تشديدا في بعض الأحكام القضائية، خاصة وأن المآخذ والتهم غير واضحة، لكن في الحقيقة هناك عملية ليّ ذراع بين السلطة وجزء راديكالي من الحراك، الشيء الذي دفع ثمنه بعض المناضلين الصادقين، وأود أن أضيف هنا بأنه من السهل اتهام السلطة بكل المساوئ، لكن لا يوجد شك أن تيارات شديدة الضراوة ونشطة يمكن أن تجرف في أعقابها مواطنين بنوايا حسنة" مضيفاً "جيل جديد يعمل في مستواه على إطلاق سراح سجناء الرأي".
وعن موقف الحزب من الدعوات لاستئناف الحراك أجاب المتحدث "خلق الحراك في نسخته الأولية حالة ذهنية مثيرة للاهتمام، لقد عاد الجزائريون إلى السياسة وبالتالي إلى المسؤولية المدنية، وبمجرد تحقيق الأهداف الرئيسية (سقوط جناح بوتفليقة ، وتحييد شبكات النهب) أراد العديد من الجزائريين العودة إلى عمل سياسي أكثر إيجابية" موضحاً " أن تبلور ما تبقى في الشارع على أساس أيديولوجي متناقض ( نشطاء يساريين من أجل الهوية، المتحالفة مع الإسلاميين الذين يعيشون في الخارج ويدعون إلى التمرد) قد شوه المطالب الأساسية للحراك".