المناسيب عالية جدا
قال عبد الفتاح مطاوع رئيس قطاع الموارد المائية بوزارة الري المصرية سابقا: إن "ما يحدث في السودان من وجهة نظري ومن واقع الأرقام الصادرة عن إدارات مياه النيل أو الدفاع المدني في الخرطوم تؤكد أن تلك الأمطار غزيرة جدا وأن المناسيب في النيلين الأزرق والأبيض عالية جدا، وخرائط الأمطار تؤكد هطول كميات كبيرة جدا على إثيوبيا".
البحيرات الاستوائية
وتابع مطاوع، "أما بالنسبة للمياه الواردة من هضبة البحيرات الاستوائية، فقد بلغت مناسيب بحيرة فيكتوريا أعلى من أي مناسيب أخرى تم رصدها خلال القرن الماضي، وبناء عليه، وبالتالي سوف يظل النيل الأبيض يدفع بمياهه حتى نهاية العام وربما للسنة القادمة، لأن الأمطار التي سقطت على هضبة البحيرات الاستوائية أدت إلى إنهم يقومون بتشغيل محطة كهرباء خزان أوين وامتداد محطة كيرا، وعملت المفيضات المخصصة لمثل تلك الظروف لتصريف المياه، لأنها وصلت لمناسيب الخطر في منطقة هضبة البحيرات الاستوائية".
المشهد معقد
وأشار إلى أن "الأمطار المباشرة التي سقطت على المحافظات السودانية التي لها علاقة بنهر النيل مثل القضارف والشمالية والنيل الأزرق، كل تلك المناطق سقطت عليها الأمطار المباشرة مما عقد المشهد على الأرض، وبالفعل ما يحدث هذا العام في الخرطوم هو كارثة تشبه ما حدث في مرفأ بيروت مع فارق التشبيه حول الأسباب هنا وهناك، لأن البيانات الوارد من السودان اليوم تقول أن هناك أكثر من 100 ألف منزل هدمت وتشريد نصف مليون ومقتل أكثر من 100 شخص حتى الآن".
وأوضح مطاوع، "عندما تقل مناسيب هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية فمن المفترض أن تقل مناسيب المياه في النيل الأزرق أو الرئيسي وبناء عليه فإن كل المياه التي نراها في الخرطوم سوف تعود لنهر النيل من جديد وسوف تسير في اتجاه مصر وبحيرة ناصر خلف السد العالي".
تحذير لمصر
ووجه مطاوع نداء إلى مصر "بضرورة الاستعداد وتفريغ جزء من مياه بحيرة ناصر إلى مفيض توشكى وتطهير البواغيز الموجودة في نهاية فرع رشيد وفرع دمياط قبل الوصول للبحر المتوسط"، لافتا إلى أنه "يجب أن تكون محطات الصرف الزراعي بحالة جيدة جدا لأنها يمكن أن تغرق لأننا سنقوم بعملية صرف المياه في نهر النيل ومنها إلى البحر المتوسط".
إعلان حالة الطوارئ
وأكد مسؤول الري السابق على ضرورة إعلان حالة الطوارىء في المصالح والوزارات والهيئات ذات الصلة بمياه نهر النيل ويتم متابعة جميع محطات مياه الشرب والري التي تعتمد على النيل، كما يجب الأخذ في الاعتبار ما تسببه الفيضانات من جلب الطمي خلف السد العالي، هذا الأمر تكرر كثيرا خلال السنوات الماضية، وعلينا أن نفكر في طريقة للاستفادة من تلك المياه الزائدة بدلا من إهدارها في الصحراء أو البحر الأبيض المتوسط، وهناك دراسات عديدة لمعالجة هذه الأمور، وقد قمت بعمل دراسة في العام 1999 حول ضرورة عمل سد عالي جديد خلف السد العالي الحالي وعلى مسافة 135 كم والغرض منه تزويد السعة التخزينية لبحيرة ناصر بدلا من هدر تلك المياه الزائدة، فإذا كانت السعة الحالية للبحيرة 90 مليار متر مكعب، فإننا بإنشاء هذا السد يمكن أن نزيد تلك السعة بمقدار 30 مليار.
سوء إدارة
من جانبه قال خبير المياه السوداني الدكتور أحمد المفتي إن "هناك سوء إدارة الموارد المائية في السودان، حيث قامت الجهات المعنية تزامنا مع هطول الأمطار بملء السدود لتوليد الكهرباء وتراكمت المياه خلف السدود مع استمرار هطول الأمطار والتي أدت إلى إنهيار بعضها".
وأشار المفتي إلى أن "هذا الفيضان طبيعي وكبير، لكنه في المعدلات المتعارف عليها، وزاد من حدته تلك الإجراءات غير المدروسة في عمليات التخزين، وقد وصلتني رسالة تؤكد سوء الإدارة، لأن كل الترع في مشاريع الجزيرة خالية من المياه والمشاريع الزراعية بدأت تحترق".
وأعلن مجلس الأمن والدفاع في السودان، أمس السبت، حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر وذلك لدرء آثار السيول والفيضانات.
وقرر المجلس اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات لخريف 2020 بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وقالت لينا الشيخ وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية فى تصريحات صحفية عقب اجتماع المجلس: إن "المجلس أعلن حالة الطوارئ لثلاث أشهر واعتبار البلاد منطقة كوارث طبيعية".
ولفتت الشيخ إلى السيول والفيضانات أسفرت عن تأثر 16 ولاية من ولايات السودان، ووفاة 99 مواطنا وإصابة 46 آخرين وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل.
وأشارت الشيخ إلى أن معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام تجاوزت الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين (1988-1946) مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.