وبحسب بيان نشر على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية اللبنانية، فقد "عبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امتنان لبنان وتقديره للدعم الذي تقدمه إيطاليا له منذ الثمانينات وذلك تجسيدا للعلاقات المميزة القائمة بين البلدين"، معربا عن "أمله في أن تزداد هذه العلاقات رسوخا خلال السنوات المقبلة، وأن تساهم إيطاليا، مع المجتمع الدولي في مساعدة لبنان على مواجهة تداعيات وجود النازحين السوريين على ارضه، إضافة إلى النهوض باقتصاده وإزالة آثار انفجار مرفأ بيروت".
وأعرب عون عن أمله في "أن تساهم إيطاليا مع المجتمع الدولي في تنمية لبنان لأنه لن يستطيع النهوض من دون دعم المجتمع الدولي".
من جهته، أكد كونتي، بحسب الرئاسة اللبنانية، "وقوف إيطاليا إلى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها، مركزا على أهمية العلاقات الإيطالية- اللبنانية التاريخية، وعرض للمساعدات الإيطالية بعد الانفجار في مرفأ بيروت، مؤكدا استمرار الدعم للبنان في المسائل التي يحتاجها للنهوض من ازمته الراهنة".
ورحب كونتي "بأي طلب يقدمه في هذا السياق، خصوصا في مجال إعادة إعمار الأبنية التراثية التي تهدمت أو تضررت بفعل الانفجار من خلال إرسال خبراء متخصصين في المواضيع التراثية والأثرية".
وتمنى كونتي "أن ينجح لبنان في اجتياز الأزمة التي يمر بها"، مشيرا إلى أنه "توقف عند دعوة عون لإعلان لبنان دولة مدنية".
وأوضح البيان أن "كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي حضر إلى بيروت لتقديم التعازي بضحايا الانفجار في المرفأ، وللاطلاع على عمليات الإغاثة ورفع الأنقاض والمهمات الإنسانية الأخرى التي تقوم بها وحدات من الجيش الإيطالي حضر أفرادها إلى بيروت خصيصا لهذه الغاية".
وعدد بيان الرئاسة اللبنانية مساهمات إيطاليا لدعم لبنان، قائلا: "رحب الرئيس عون بالرئيس كونتي شاكرا له زيارته التي تعبر عن تضامن إيطاليا مع لبنان، كما شكره على مشاركته شخصيا في مؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني الذي عقد في 9 آب/أغسطس الماضي، وعلى إرسال مساعدات عاجلة للبنان وإطلاق عملية الإغاثة " طوارئ الأرز" من خلال أسطول جوي من ثلاث طائرات حضرت خصيصا إلى مطار رفيق الحريري الدولي و 4 سفن رست في مرفأ بيروت، وبلغ حجم المساعدات الإيطالية 20 طنا من المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى فريق إنقاذ من رجال إطفاء وعسكريين متخصصين في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية".
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستبقى في "الخطوط الأمامية" في مرحلة الطوارئ بعد انفجار مرفأ بيروت، ودعا إلى تشكيل حكومة لبنانية جديدة تكون مهمتها إعادة إعمار العاصمة اللبنانية وإجراء الإصلاحات الاقتصادية في البلاد.
وكان لبنان قد شهد، يوم الثلاثاء الرابع من آب/أغسطس الماضي، انفجارا مدويا بمرفأ بيروت تسبب في سقوط 190 قتيلا وأكثر من 6 آلاف مصاب، مع خسائر مادية قدرت بمليارات الدولارات.
وأرجعت السلطات اللبنانية الحادث إلى اشتعال 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم التي جرى تخزينها بمستودعات مرفأ بيروت منذ 6 سنوات تقريبا.
وتسبب الانفجار في غضب شعبي واسع، واندلعت مواجهات عنيفة بين المحتجين وعناصر مكافحة الشغب في العاصمة بيروت لأكثر من مرة، وعجلت الاحتجاجات باستقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب.
وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون، سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب بتشكيل الحكومة الجديدة.
ويشهد لبنان مظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية، وتراجعت حدتها بسبب وباء كورونا قبل أن تعود مجددا في أعقاب انفجار المرفأ.