وبالعودة قليلا إلى الوراء، فإن جيبوتي عرضت في عام 2016، أرضا لأول قاعدة عسكرية أفريقية وأول قاعدة عسكرية صينية في الخارج.
وفي عام 2017، افتُتحت رسميًا القاعدة العسكرية التي كلفت 590 مليون دولار.
يذكر أن جيبوتي هي أيضًا موطن لمعسكر "ليمونير"، القاعدة العسكرية الدائمة للولايات المتحدة في أفريقيا.
FACT: In 2016, Djibouti offered land for China's first African and first overseas military base.
— Facts East Africa (@east_facts) July 3, 2020
In 2017, the military base which cost US$590 million was formally opened.
Djibouti is also home to Camp Lemonnier, USA's permanent military base in Africa. pic.twitter.com/4ZTWstaqkc
وأشادت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، يوم أمس الخميس، بالاستثمارات الصينية في أفريقيا، معتبرة أن "هذه الاستثمارات ستكون جيدة في حال التزمت بكين بالعدل والقواعد الدولية".
الصحفي الأمريكي-السوري، والمختص في الشأن الأمريكي ستيفن صهيوني، قال: "إن الولايات المتحدة الأمريكية تطلب التزام القواعد الدولية ولكن واشنطن نفسها لا تلتزم بالقواعد الدولية ولا القرارات الأممية فيكف تطلب من الصين الالتزام"، معتبرا أن "الصين لم تخالف القوانين الدولية لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الاقتصادي".
وأضاف في حديثه لوكالة "سبوتنيك": "عندما تطلب الولايات المتحدة الأمريكية الالتزام بالقواعد الدولية، تعني أنها تريد للصين الانصياع لأوامرها كما تنصاع دول أخرى ولكن هذا لن يحصل".
العلاقات الثنائية المتصاعدة
وأشار صهيوني إلى أن "التصعيد بين بكين وواشنطن في السنوات الأخيرة هو بسبب العداوة التي يحملها الرئيس ترامب للصين"، مضيفا: "لذلك شن حرباً اقتصاديةً وتجاريةً كبيرةً في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وغيرها".
ونوه إلى أن "السياسية الخارجية الأمريكية لا تتعلق بترامب وحده، فهناك مؤسسات في أمريكا وأطراف سياسية لا عداوة لها مع الصين".
وبرأيه فإن هذا المدح من قبل أمريكا للاستثمارات الصينية يحمل في طياته "تهديداً مبطنا".
وتابع الصحفي الأمريكي حديثه، قائلا: "في الوقت الراهن لن ترضخ واشنطن لبكين، والتصعيد سيستمر بين الطرفين إلى ما بعد الأنتخابات الأمريكية".
وأضاف: "إن تم إعادة انتخاب ترامب، سيستمر التصعيد بينهما ولكن في حال تم انتخاب الديموقراطيين فسوف يكون هناك تعاون مشترك وشراكة في أفريقيا وشرق آسيا وغيرها من الملفات تتوضح تواليا".
هدف الصين
وفي الحديث عن غاية الصين من استثماراتها في القارة السمراء، أشار صهيوني إلى أن "الصين دخلت أفريقيا على مبدأين، الأول هو مساعدة إنسانية والثاني يتمحور حول المساعدة الاقتصادية".
وأكد الخبير في الشأن الأمريكي أن "الصراع سيستمر بين أمريكا والصين" لأن أمريكا على حد تعبيره، "لم تعد لوحدها قوة عظمى في العالم"، مشيرا إلى أن "التنين الصيني قد استيقظ وبدأ يشكل تهديداً على واشنطن، ولهذا السبب سنرى تصعيداً كبيراً وحرباً باردةً قد تذكرنا بالحرب البارده بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي سابقا".
وختم حديثه مؤكدا أن "الاستثمارات الصينية ستخدم بكين كثيرا ومن كل النواحي، فمن يسيطر على القارة السمراء فهو قد سيطر استراتيجيا على الاقتصاد العالمي، لأن المستقبل هو في أفريقيا وهناك عدد من الدول الأفريقية قد بدأت بالفعل بثورة اقتصادية عالمية".