ولم يستبعد مراقبون في حديثهم لـ"سبوتنيك" هذا الأمر، باعتباره سيعود بفوائد اقتصادية كبيرة على دول الخليج، إضافة إلى رغبة إسرائيل في الحصول على البترول، مؤكدين أن الأمر ممكن في ظل اتفاقيات السلام الموقعة.
خط نفطي
ونوهت الصحيفة إلى أن الهدف الرئيسي للمشروع هو نقل الخام من الخليج إلى السوق الأوروبية، والذي من شأنه اختصار الكثير من الوقت والتكاليف إضافة إلى كونه قليل المخاطر.
وبحسب الصحيفة، تقترح إسرائيل أن تساعد الإمارات العربية المتحدة في بناء خط أنابيب بري يمتد عبر السعودية وإسرائيل ليتم تصدير الخام من الموانئ الإسرائيلية إلى أوروبا وأمريكا باستخدام البنية التحتية الحالية لشركة خط أنابيب عسقلان إيلات المحدودة (EAPC).
واعتبرت الصحيفة أن "مثل هذه الخطة ستفيد إسرائيل ماليا وتكون أرخص وأكثر أمانا لدول الخليج من خلال تجاوز الطرق البحرية الخطرة وقناة السويس المكلفة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة قولها إن "اجتماعات رفيعة المستوى حول هذا الموضوع جرت في الأيام الأخيرة بين كبار الشخصيات في وزارتي الدفاع والخارجية، شارك فيها رئيس مجلس الشراكة الأوروبية ـ الأطلسية إيريز كالفون، والرئيس التنفيذي إيتسيك ليفي".
وبحسب الصحيفة، يمكن أن يمر خط الأنابيب هذا برا أو تحت مياه البحر الأحمر، بالرغم من احتمال وجود اعتراضات من دعاة حماية البيئة.
رغبة إماراتية ومفاوضات قائمة
محمد حسن كنعان، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، قال إن "وسائل الإعلام العبرية تتناول بقوة تفاصيل المفاوضات بين إسرائيل والإمارات لإنشاء خط نفطي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "الإمارات ودول الخليج قررت إقامة علاقات رسمية مع إسرئيل، وهذه العلاقة ستتضمن قضايا اقتصادية وزراعية وغيرها من الأمور التي تهتم بها دول الخليج".
وتابع: "إسرائيل بحاجة ماسة للنفط، وهي تأمل أن تحصل عليه من دولة الإمارات، أو أي دولة خليجية أخرى، وهذا الأمر على طاولة المفاوضات حاليا، وغير مستبعد أن يتم الأمر في القريب العاجل".
ومن جانبه قال الدكتور شاهر النهاري، المحلل السياسي السعودي، إن "هذا خبر قديم وكان قد أثير في بدايات ما يسمي بصفقة القرن، وأعتقد أن للإمارات أن تفكر فيما يخصها من ذلك وأنها سوف تسعى حثيثا في تنفيذه، فهي من فكرت في تمرير الخطوط الإسرائيلية الجوية فوق الأجواء السعودية وقد تمكنت من إقناع السعودية بذلك ورأينا أن ذلك قد أصبح واقعا بعد أن أعلنت السعودية بأنها تسمح بذلك وتعتبره مسألة سيادة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "الإمارات لا يمكنها أن تبدأ في التخطيط لمثل هذا الخط الخاص بتصدير البترول من خلال الأراضي السعودية، مرورا بإسرائيل دون التفاهم مع الدولة التي سيمر منها الخط الأرضي، وهي السعودية، والتي لم تعلن عن أي شيء كهذا بأي حال من الأحوال".
وتابع: "الإمارات لها الرغبة في تمرير زيتها برا لإسرائيل وأعتقد أن ذلك يخضع لمفهوم السلام بينها وبين إسرائيل، والسعودية لها السيادة الكاملة على أراضيها ولا أجد تعارضا بين ذلك وبين رغبتها في تحقيق الرؤية بالسلام وتنمية اقتصاد الخليج وهي أيضا سيكون لها قدرة على الاستثمار في هذا الخط لو حدث وتم تنفيذه".
وأكد أن "ما يمنع السعودية من ذلك هو عدم وجود معاهدة للسلام بينها وبين إسرائيل، باعتبار أنها ما زالت متمسكة بمواقفها من قضية فلسطين، وعلاقتها بالشعب الفلسطيني ومعاهدة السلام التي يقرها الشعب الفلسطيني قبل البت في مشروع هذا الخط".
وأشار النهاري، إلى أن "الأوضاع في الشرق تتصاعد وأن المواقف تتغير بسرعة وأن على قيادات السلطة الفلسطينية إعادة النظر في الوضع الصعب الذي وضعوا أنفسهم فيه منذ 7 عقود وهم يرفضون أي محاولة لحل الدولتين والسلام ويظلون يتمسكون بعناد لا يقصدون من خلاله إلا بقاء المظلومية وتمتعهم كقيادات بما يتم مدهم به من مساعدات خليجية ودولية دون النظر لشعبهم المغيب المحتل وهم كقيادات يتمتعون بعلاقاتهم الأكيدة مع إسرائيل وتطبيعهم في الليل كما يقال وترك الشعب الفلسطيني يموت".
مزايا اقتصادية
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، تتمثل المزايا التجارية لهذا المشروع، بتخفيض مدة الشحن وتكلفته عن طريق البحر عبر قناة السويس إلى أوروبا، ويمكن أن تكسب إسرائيل ما يقدر بمئات ملايين الدولارات سنويا من خلال السماح بتدفق النفط عبر خط الأنابيب من إيلات إلى ساحل البحر المتوسط.
وكانت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، قد نشرت مقالا مفصلا أوضحت فيه أهمية اتفاق السلام بالنسبة للإمارات، بالإضافة إلى سبب اختيار توقيت الإعلان، موضحة الآثار الاقتصادية التي ستنتج عن الإعلان.
وأوضحت الوكالة أن الاتفاقية ستمكن الإمارات من تطوير علاقات تجارية ودبلوماسية وأمنية مع إسرائيل بينما تقول إنها ساعدت الفلسطينيين من خلال إجبار إسرائيل على وقف الضم.
كما أن القرار يساعد الإمارات في تبييض صورتها في الولايات المتحدة التي شوهها دورها في حرب اليمن المدمرة، بحسب الصحيفة.
ويمكن أن تمنح الاتفاقات دول الخليج إمكانية الوصول إلى أسلحة أمريكية كانت محظورة في السابق، تماما كما تمكنت مصر من تأمين أسلحة أمريكية بشكل أكبر بعد اتفاق السلام مع إسرائيل.
ومع ذلك ، فقد اعترضت إسرائيل علنا على طلب الإمارات للحصول على طائرات مقاتلة من طراز "إف - 35".
وأكدت الصحيفة أن الاتفاق يمنح الدولتين العربيتين فرصة للتعاون في مجال التكنولوجيا والرعاية الصحية مع إسرائيل، الرائدة في كلا المجالين، في وقت تعتبر فيه مكافحة فيروس كورونا الشغل الشاغل لكل الدول.