القاهرة - سبوتنيك. وقال عرفات، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، "الكيان الذي أعلن أمس نقطة تحول حقيقية، ولا يقل هذا الكيان في أهميته عن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ولكن في مجال الغاز الطبيعي، وليس البترول، وتحويل منتدى غاز شرق المتوسط لمنظمة دولية يعظم، على الأخص، من شأن مصر في مجال الغاز، وسيعني تحول مصر فعليا لمركز عالمي لتداول الغاز الطبيعي".
وأضاف عرفات "من المؤكد أن بعض الأطراف لن تكون مرحبة بهذا الإعلان، مثل قطر وتركيا، فتركيا تسعى لأن تكون منفذ الغاز من الشرق الأوسط وروسيا لأوروبا، والمنظمة الجديدة تنقل مصر لمكان مركزي بالنسبة لتداول الغاز، وهو ما يعبر عن ثقل اقتصادي وسياسي واستقرار أمني، مصر مقبلة على مرحلة جديدة وستحتل مركز هام في تجارة الغاز العالمية، فلن يقتصر الدور المصري على إنتاج الغاز وتصدير الفائض منه، بل ستصبح المركز العالمي الأول لتداول الغاز".
وأشار عرفات "روسيا كأحد أهم مصدري الغاز لأوروبا قد تتناقض مصالحها مع هذا التطور بالطبع، أوروبا أحد أهم أسواق الغاز لروسيا، وهو ما يعني تعارض المصالح مع الكيان الجديد، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف العلاقات بين مصر وروسيا، ما لم يتم تدارك هذا التناقض، تسوية التناقض مع روسيا ممكنة بأكثر من طريقة".
وأضاف عرفات "أستبعد أن يتشكل محور آخر من روسيا وتركيا وقطر في مواجهة الكيان الجديد، فالتناقضات بين روسيا وقطر لا تسمح بهذا النوع من التحالفات، كذلك الأمر بين تركيا وروسيا، وعلاقات مصر وروسيا عميقة، كما أن أوضاع السياسة الدولية والتشابكات الحاصلة في أكثر من مكان تجعل وجود تحالفات جديدة مستبعدة حاليا".
وأكد عرفات "تناقض المصالح بين روسيا والكيان الجديد أعتقد يمكن حلها، لا زالت المنظمة الجديدة في مرحلة مذكرات التفاهم وهناك الكثير من التفاصيل، وآليات التنفيذ الفعلية هي ما يمكن فيها مراعاة مصالح الدول غير الأعضاء في المنظمة، وأولها روسيا، وأعتقد أن الأمور ستسلك هذا المسار، أي أن الخطوات التنفيذية التي تلي مذكرات التفاهم ستضع في اعتبارها مصالح الدول المنتجة للغاز من غير الأعضاء".
ووقعت أمس في القاهرة الدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط ميثاق تحويل المنتدى لمنظمة حكومية دولية، بهدف تعظيم استفادة تلك الدول من ثروات الغاز الطبيعي في المنطقة وتحويلها لمركز لتداول الغاز الطبيعي في العالم.
جدير بالذكر أن مصر، وإسرائيل، وإيطاليا، وقبرص، واليونان، وفلسطين، والأردن قد أعلنت، في كانون الثاني/ يناير 2019، إنشاء "منتدى غاز شرق الأوسط" بهدف تأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء في مواردها الطبيعية بما يتفق مع القانون الدولي.
وأكد بيان صادر عن وزارة البترول المصرية، وقتذاك، أنه "بناء على دعوة وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا اجتمع كل من وزراء الطاقة القبرصي، واليوناني، والإسرائيلي، والإيطالي، والأردني، والفلسطيني، في القاهرة".
وتابع "أعلن الوزراء اعتزامهم إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط بهدف تأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولي".