وأكد الوزيري في حوار مع "سبوتنيك"، أن "التوابيت والمومياوات التي تم اكتشافها بحالة جيدًا جدًا، وتعود إلى العصور المتأخرة من الأسرة الـ26، مشيرًا إلى أن "المجلس سيعلن بشكل مفصل السبت المقبل عن كافة تفاصيل الكشف الأثري في منطقة سقارة".
وأضاف الوزيري أنه "تم إنجاز أكثر من 95% من الأعمال الجارية في المتحف المصري الكبير، وجار نقل القطع الأثرية التي سيتم عرضها داخل المتحف".
وإلى نص الحوار..
بداية.. ما آخر المتسجدات فيما يتعلق بالكشف الأثري الأخير الذي عثر عليه في منطقة سقارة؟
الكشف الأثري الذي تم اكتشافه في منطقة سقارة تم في الموسم الرابع من سلسلة اكتشافات مهمة تمت في منطقة سقارة، المعروفة بأنها إحدى المناطق التابعة لحضارة منف القديمة، الحفر بدأ في شهر أبريل/نيسان من العام 2018، في الموسم الأول عثرنا على مجموعة من المومياوات، وهي ليست على شكل قطط فقط، إنما تم العثور على مومياوات على أشكال أسود، ومومياوات على شكل تعابين وتماسيح وحيوان النمس، وأيضا على شكل جعارين، وفي المرة الأولى التي يتم اكتشاف مومياء على شكل جعران محنطة.
استمرت البعثة في أعمال الحفر، وتم الكشف عن مقبرة لشخص يدعى "وحدي"، وهو من الأسرة الخامسة، دولة قديمة، أي نتحدث عن 4400 سنة تقريبًا، استمرت أعمال الحفر في الموسم الثالث وعثرنا على بعض المقابر بعضها من الدولة القديمة، والبعض الآخر من الدولة الحديثة، وثالثة عصور متأخرة
أما الموسم الرابع بدأ في 1 أغسطس/ آب من العام الحالي 2020، بدأ الموسم بظهور بئر على عمق 10 أمتار تحت الأرض، وجدنا فيه مجموعة من التوابيت الخشبية الملونة، وتم اكتشاف بئر على عمق 11 مترًا، وثالث على عمق 12 مترًا.
كم عدد التوابيت التي تم العثور عليها في هذا الكشف الأثري الكبير؟
تم العثور على 14 تابوتًا جديدًا ليصبح إجمالي التوابيت التي تم العثور عليها 27 تابوتًا، ولم تتوقف أعمال الحفر، مستمرون فيها، ومن المتوقع أن يزداد أعداد التوابيت المكتشفة، والتي تعود إلى العصور المتأخرة، الأسرة 26 تقريبًا، أي ما يزيد عن 2500 سنة، هذا ما توصلنا إليه من معلومات إلى الآن.
وما الخطوة القادمة بعد هذا الكشف؟
من المقرر البدء في أعمال الفحص لمعرفة حالة المومياوات التي تم اكتشافها، ومن المقرر إعلان كافة التفاصيل عن الكشف الأثري في منطقة سقارة، السبت المقبل.
نعم.. وما حالة التوابيت والمومياوات التي تم العثور عليها؟
التوابيت التي تم العثور عليها في حالة جيدة جدًا من الحفظ، وقمنا بفتح إحدى التوابيت المكتشفة ووجدنا المومياء بداخلها في حالة جيدًا جدًا، ومن المقرر فتح باقي التوابيت قريبًا لاكتشاف حالة باقي المومياوات.
هل أنتم مطمئنون لوسائل تأمين هذه الاكتشافات الأثرية المهمة؟
بالتأكيد.. نحن نعرف جيدًا كيفية الحفاظ على الآثار، ونعرف جيدًا طرق الحفاظ على تراثنا وكنوزنا الأثرية.
المعروف عن مصر أنها من أكثر الدول خبرة في مجال الترميم.. كيف تقيم المرمم المصري؟
المرمم المصري من أهم الشخصيات العاملة في المناطق الأثرية، حيث يتم الاستعانة دائمًا بالمرممين المتخصصين المصريين، وهو أصحاب كفاءة عالية جدًا في مختلف الترميمات الخشبية والأحجار والمعادن، لدرجة أن البعثات الأجنبية المختلفة تقوم غالبًا بالاستعانة بالمرمم المصري منذ عدة سنوات، بعد أن أثبت كفاءة منقطعة النظير في هذه الأعمال.
أكثر من 95% إنشائيا تم الانتهاء منه، وحاليا يتم نقل القطع الأثرية تباعا داخل المتحف، وأعمال سيناريو العرض المتحفي مستمرة، هناك أكثر من 4000 قطعة من آثار توت عنخ أمون وصلت بسلام الله إلى المتحف المصري الكبير، وحاليًا يتم إضافة أجزاء لسيناريو العرض المتحفي داخل المتحف الأضخم والأعظم والأشهر في العالم.
كان من المقرر أن يتم افتتاح متحف كفر الشيخ القومي.. أين وصلتم في هذا الأمر؟
لم يتم افتتاح متحف كفر الشيخ القومي بعد، من المقرر أن يتم افتتاحه بعد بضعة أسابيع، وهو متحف إقليمي مهم جدًا، ذو طابع توعوي لأهالينا في كفر الشيخ، والآثار التي ستعرض في هذا المتحف أغلبها حصلنا عليها من منطقة تل الفراعين، وهي إحدى المناطق الأثرية المهمة في محافظة كفر الشيخ.
برأيك.. كيف أثر انتشار جائحة كورونا على العمل في المناطق الأثرية المصرية؟
التأثير الذي تسببت فيه جائجة كورونا كان على مستوى الزوار والسائحين وضعف الإقبال، ولكن نحن قمنا باستغلال فرصة الإغلاق، وكثفنا من أعمال الترميم والتطوير والاهتمام سواء في المتاحف أو باقي المناطق الأثرية على مستوى الجمهورية.
تنتشر في مصر عمليات نبش الأهالي على الآثار.. ما الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية للسيطرة على الوضع؟
يعد الحفر خلسة والتنقيب عن الآثار في المنازل وداخل ما تسمى بالأماكن الخاصة من الأمور السلبية جدًا، لكن هناك صحوة من شرطة السياحة والآثار حيث قامت بدور كبير جدًا للقبض على من يقومون بهذه الأعمال في الخفاء، ومؤخرًا تم القبض على بعض التشكيلات العصابية التي تقوم بعمليات التنقيب داخل المنازل.
بعض هذه العصابات نجحت في العثور على آثار والبعض الآخر لم تنجح، وهناك الكثير من الحوادث التي تحدث بسبب هذه الأفعال، فمن يقوم بهذه الأعمال أشخاص عاديين ليس لديهم الحرفة والمهارة في التنقيب، ودائمًا ما يتعرضون لانهيار الحفر والمنازل، والكل شهد وسمع عن مثل هذه الحوادث الخطيرة.
وفي هذا السياق وعلى المستوى العقابي تم تغليظ العقوبة بالنسبة للحفر والتنقيب في المنازل خلسة، للتحول من جنجة إلى جناية، تمتد عقوبتها للسجن لسنوات طويلة، تصل في بعض الأحيان إلى المؤبد، مع توقيع غرامات كبيرة جدًا تصل في بعض الأحيان إلى ملايين الجنيهات، وهذا رادع مهم جدًا لكل من يحاول التنقيب عن الآثار خارج إطار الدولة.
شهدت مصر عمليات كثيرة لتهريب الآثار خارج البلاد.. ما الجهود التي تبذلونها لاستعادة هذه الآثار المهربة؟
قرار حماية الآثار تم إصداره في عام 1983، وقبله قانون عام 1970، وما قبل ذلك من الصعب استرداده للبلاد، حيث لم يكن هناك وقتها أي اتفاقيات، ولكن كل ما يتم سرقته من آثار مثبوتة لدينا نقوم بوقفه والسعي في استعادته لأرض الوطن، وفي هذا الصدد هناك إدارة مهمة جدًا نطلق عليها إدارة الآثار المستردة، والتي نجحت على مدار السنوات الماضية في إعادة الكثير من القطع الأثرية المهربة للخارج بطرق غير مشروعة.
عمليات ترميم الآثار تعد مكلفة جدًا... من يقوم بتمويل هذه الأعمال؟
أعمال الترميم التي تتم في المسلات والتماثيل والمناطق الأثرية تقوم بتمويله وزارة الآثار، لكن الدولة المصرية ومجلس الوزراء يقف بشكل داعم وقوي وراء وزارة الآثار، حيث تمول الدولة المشروعات الكبيرة مثل بناء المتاحف، كما حدث في المتحف المصري الكبير، والذي كلف خزينة الدولة ما يزيد عن مليار دولار أمريكي، وبعض المتاحف الأخرى يتم تمويلها بشكل ذاتي من قبل المجلس الأعلى للآثار، ونستعين بالدولة أيضا في الكثير من الأعمال، وهي توفر لنا كل ما نحتاجه من إجراءات، أو أي دعم مالي مطلوب.
أجرى الحوار: وائل مجدي