وقال غريب لـ"سبوتنيك"، إن "وتيرة الانهيار في البلاد تتسارع، المجاعة على الأبواب، انهيار سياسي اقتصادي، اجتماعي، تربوي، وصحي، معدلات الإصابات بفيروس كورونا المستجد وصلت لمعدلات خارج السيطرة، نظام سياسي معطل، الشعب اللبناني عاطل عن العمل، بالإضافة إلى الفوضى والتفجيرات الأمنية، وفي حال تم رفع الدعم عن السلع الأساسية فنحن ذاهبون إلى الأسوأ".
وأشار إلى أن "السلطة الحاكمة لم تعد قادرة على تغطية الانهيار الحالي، النظام السياسي الطائفي في نسخته الموجودة فشل وانهار، لكن قواه الأساسية الطائفية والمذهبية والريعية لا تزال ممسكة بالوضع وتحاول ترتيب تحالفاتها من جديد".
وأضاف غريب قائلا: "ضغوط أزمة من الداخل وهي أزمة نظام سياسي طائفي تابع للخارج وهذا الخارج يستغل التبعية الرأسمالية ليزيد من ضغوطه وعقوباته وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستفيد من هذا النظام السياسي الطائفي المولد لكل الأزمات لتفرض ضغوطاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأبرزها موضوع ترسيم الحدود، و"سيدر" والعقوبات المالية التي تفرضها على لبنان لتأخذ بالمقابل موضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين وإبقاء النازحين السوريين، وكل المسائل التي لها علاقة بصفقة القرن بشقها اللبناني تحديداً".
وأردف "نحن نواجه من الداخل نظام سياسي طائفي وسلطة فاسدة مرتهنة وهيمنة امبريالية أمريكية بالتحديد في إطار مشروع الشرق الأوسط الذي يحاول تفتيت المنطقة إلى كيانات طائفية ومذهبية، كتب على شعبنا مقاومة ومواجهة الإثنان معاً، ولم يكن ليقدر الكيان الصهيوني ولا الامبريالية ولا مجموعاتها الإرهابية أن تقوم بما فعلته لولا هذه الأنظمة والمنظومات السياسية التابعة لهم".
وعن موقف الحزب الشيوعي من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية قال غريب: "موقفنا واضح في الحزب لا مفاوضات مع العدو الصهيوني حول ترسيم الحدود البرية التي لا داعي لها، لدينا حدود مع فلسطين المحتلة معترف بها دولياً، وثروتنا النفطية ثروة ملكنا وليست ملك غيرنا، وحذرنا من الوقوع في فخ التطبيع، لا نعترف بشي اسمه إسرائيل فكيف نعترف بحدود معها". مضيفاً:"استخدام مصطلح إسرائيل بدل العدو الصهيوني في نص الاتفاق هو مصطلح تطبيعي وأمر مرفوض من قبلنا، والذي يحصل هو خضوع للعقوبات وللضغوطات الامريكية السياسية والاقتصادية والمالية لفرض تنفيذ صفقة القرن، فكيف يكون الأمريكي بين ليلة وضحاها وسيط بمفاوضات، هذه هدية انتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وشدد غريب على أنه "لا يوجد أي مبرر للتفاوض على ترسيم الحدود البرية والبحرية، وأن لبنان يعيش حالة انهيار وهو باسوأ حالة ضعف فكيف نأخذه للمفاوضة؟ أساساً ليس لديه القدرة للتفاوض، هم يقومون ببيع البلد ليغطوا على فسادهم ونهبهم للمال العام، يتملصون من إعادة المال العام المنهوب ليبيعوا سيادة لبنان".
ولفت إلى أن "الحزب طرح مقاومة بالتحرير وتغيير النظام السياسي الطائفي، من هنا نبدأ بالتوجه شرقاً بالخلاص من النظام السياسي الطائفي والمذهبي الذي يولد الانقسامات في البلد، نريد دولة علمانية وطنية مدنية ديمقراطية ومقاومة".
وأكد غريب على أنه "من العبث إيجاد حلول من ضمن هذه المنظومة السياسية، نحن بحاجة إلى التغيير، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية من خارج هذه المنظومة". داعياً إلى "بناء أوسع تحالف اجتماعي".