ورغم إعلانها دعم الموقف الإماراتي والبحريني في توقيع اتفاقيات السلام، غابت موريتانيا عن حفل الإعلان الرسمي للتطبيع، فيما تؤكد تقارير إعلامية أن ضغوطا أمريكية تمارس على موريتانيا من أجل التطبيع مع إسرائيل.
وقال مراقبون إن موريتانيا لا تزال متمسكة بموقفها من دعم ومساندة القضية الفلسطينية، وترفض كل إغراءات وضغوط التطبيع التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".
دعوة موريتانية
وأكد ولد بلال دعم بلاده للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، خلال اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الموريتاني ونظيره الفلسطيني.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية إن العلاقة بين بلاده وموريتانيا تبقى ثابتة وعميقة وقائمة على وحدة الموقف والمصير.
وفيما يخص موقفها من التطبيع، أعلنت موريتانيا دعمها لدولة الإمارات في المواقف التي تتخذها وفق مصالحها ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة.
وقالت الحكومة الموريتانية في بيان، إن "موريتانيا واثقة في أن الإمارات ستراعي في أي موقف تتخذه مصالح الأمة العربية خاصة الشعب الفلسطيني ومعاناته جراء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي".
موقف ثابت
أباب ولد بنيوك، عضو مجلس النواب الموريتاني، قال إن "موريتانيا ليست بصدد تغيير موقفها من التطبيع مع إسرائيل في الوقت الحالي، أو من القضية الفلسطينية".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "موريتانيا ليست مضطرة لتحويل وجهتها ضد فلسطين، حتى في ظل الضغوط الدولية الأمريكية والمحاولات الإسرائيلية".
وتابع: "أعتقد أن المحيط المغاربي والأفريقي لموريتانيا بعيد كل البعد عن ما يسمى بمبادرات التطبيع مع إسرائيل، في ظل الاستجابات العربية لهذه المحاولات وتوقيع اتفاقيات سلام وتطبيع".
دعم صريح لفلسطين
بدوره قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، إن "دولة موريتانيا كان لديها علاقات طبيعية سابقة مع الاحتلال الاسرائيلي استمرت منذ 1999م حتى قامت موريتانيا بقطعها كليا في عام 2010".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن " الموقف الرسمي والشعبي الموريتاني مع القضية الفلسطينية رغم الضغوط الأمريكية لتطبيع العلاقات مع الاحتلال".
وتابع: "الاحتلال وإدارة ترامب يريدان تحقيق تطبيع مع موريتانيا لأنها تدرك الأهمية الاستراتيجية لموريتانيا من حيث موقعها الجغرافي والذي يشكل العمق العربي في وسط وغرب القارة الأفريقية".
وأكد أن "دعوة رئيس الوزراء الموريتاني لرئيس الوزراء الفلسطيني بزيارة موريتانيا جاءت لتؤكد على موقف موريتانيا الداعم والمساند الصريح لفلسطين وشعبها والرافض للاحتلال والاستيطان، وأن موريتانيا ما زالت متمسكة بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المتعلقة بحل الصراع".
واستطرد: "بلا شك هناك ضغوط وابتزاز أمريكي يصل إلى حد التهديد لأغلب الدول العربية والإسلامية لإجبارها على تطبيع العلاقات مع الاحتلال، والشعب الفلسطيني سيظل يعتز بمواقف كافة الدول والشعوب العربية الشقيقة التي رفضت التطبيع سرا وعلانية وأعلنت موقفها صراحة برفض التطبيع بكل أشكاله مع الاحتلال الإسرائيلي".
وسبق لموريتانيا أن أقامت علاقات مع إسرائيل تحت ضغوط أمريكية عام 1999 في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع، وظلت هذه العلاقات مرفوضة من كل أطياف الشعب الموريتاني، ومحل انتقادات من جانب السياسيين الذين ظلوا يطالبون بوقف التطبيع مع إسرائيل، معتبرين أنه أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الانقلاب على حكم ولد الطايع.
وفي عام 2009، اتخذ الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، قرارا بتجميد العلاقات مع إسرائيل احتجاجا على الحرب على غزة، ثم لاحقا طرد موظفي السفارة الإسرائيلية في نواكشوط وإمهالهم 48 ساعة لمغادرة موريتانيا، وإغلاق السفارة الإسرائيلية رسميا في وقت لاحق، لتنتهي بذلك كل العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين رسميا، اعتبارا من 21 مارس/ آذار 2010.