وشهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعا طفيفا في أسعار البترول، اليوم، بعد خسائر كبيرة تكبدتها في الفترة الأخيرة، وتخطت الأسعار بشكل طفيف مستوى 40 دولارا للبرميل الواحد، ما يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الأسواق والمخاوف من انهيار ثان في الأسعار.
ومن أجل معلومات أدق حول هذا الأمر تواصلت وكالة "سبوتنيك" مع المستشار الدولي النفطي محمد سرور الصبان والذي أكد صلة الموجة الثانية لفيروس كورونا بتراجع الأسعار، ويوضح: أسعار النفط العالمية تشهد تراجعا بسبب الموجة الثانية لفيروس كورونا في كثير من دول العالم، وبالذات في أوروبا والولايات المتحدة، وهذا يؤثر حتما على تعافي الطلب العالمي على النفط، وعودة ليبيا التدريجية تمثل مخاوف في زيادة المعروض.
ويضيف الصبان: "الالتزام في إطار تحالف "أوبك+" التزام مناسب، وهناك دول ستعوض عن عدم التزامها خلال الأشهر الماضية وستستكمل التعويض مع نهاية هذا العام، لذلك لا أتصور أننا سنشهد انهيارا في أسعار النفط كما حدث في الموجة الأولى لفايروس كورونا".
ويرى المستشار النفطي أن السبب في منع الانهيار هو وجود أكبر تحالف عالمي تاريخي في مجال النفط وهو تحالف "أوبك+"، ويتابع: الواضح أنه يقوم بدور كبير جدا، ويشمل معظم المنتجين في العالم، وهم يراقبون الأسواق والتطورات ويحاولون اتخاذ الخطوات المناسبة.
ويبدو الصبان مطمئنا حول عدم انهيار قريب في أسواق النفط العالمية، ويقول: الأسعار قد تنخفض بالإضافة إلى مستوياتها الحالية بمعدل دولار أو اثنين، لكن لا تلبث أن تعود مرة أخرى إلى مستويات فوق 40 دولار للبرميل الواحد، ولا أتصور أننا سنشهد انهيارا كما في المرة الماضية.
التغيير في الاستراتيجية
وكان تحالف "أوبك+" قد أوجد من أجل معالجة أسباب تراجع أسعار النفط، واعتمد استراتيجية تعتمد على تخفيض الإنتاج لمعظم الدول المنتجة، وعما إذا ما كانت هذه الاستراتيجية تحتاج إلى تعديل بعد الظروف الاستثنائية من جائحة كورونا، يقول الصبان:
كل شيء ممكن إذا ما استمر تدهور الأسعار، وسيكون هناك خطة بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا لوضع تحالف "أوبك+" أمام واقع الأسواق، وأن هناك ضرورة لتعميق تخفيض الإنتاج بدلا من زيادته.
ويتابع: "لكن أتصور بأننا قد لا نصل إلى هذه المرحلة وسيكون هناك تراجع طفيف في الأسعار، ولكن ما تلبث أن تعود وتستقر على مستوى يقارب 40 دولارا للبرميل، وليس هناك خيارات أمام الدول المنتجة للنفط سوى التأقلم بإنتاجها مع الانخفاض أو الأسعار المتدنية لأسعار النفط، إلا أن يظهر لقاح لكورونا ويتم تعميمه على جميع أنحاء العالم".
وعما إذا كانت بعض الدول سترفض تخفيضات جديدة في الإنتاج، لما ينعكس ذلك على اقتصاداتها المعتمدة بشكل كبير على صادراتها النفطية، يرى الدكتور محمد سرور الصبان بأن اتفاق "أوبك+" يجب أن يطبق على الجميع دون استثناء.
ويتابع: "هناك دول تمانع ولا نقول إنها ترفض، تعتقد أنها كما في الماضي بممانعتها تقوم بتحميل العبء لدول أخرى، ولكن السياسة الصريحة التي تبناها وزير الطاقة السعودي بأنه لا يمكن أن تحمل دولة عبئا أكبر من نصيبها العادل، وأنه لا بد من الالتزام التام بما يعود بالنفع على جميع الدول".
ويختم الصبان حديثه: "أعتقد أنها رسالة واضحة، وحمل من لا يتعامل بالكامل مع التحالف نتائج فقدان مصداقية التحالف، وبالتالي الأضرار بجميع الدول دون استثناء، وأظن أن الدروس الماضية قد تم استيعابها من جميع الدول، وأن التعاون أصبح أكبر بين دول تحالف "أوبك+"، وأن هذا التعاون سيستمر خلال الفترة القادمة".