قال الدكتور ممدوح سلامة، خبير النفط العالمي، في تصريحات لراديو "سبوتنيك"، إن "اتفاق نقل النفط الإماراتي إلى أوروبا عبر إسرائيل هو جزء من تطبيع الإمارات مع إسرائيل، لكنه يضر بواردات مصر من قناة السويس، وخط النفط "سوميد" الذي يربط البحر الأحمر بالمتوسط".
وتابع سلامة قائلا "إضافة إلى أن خط إيلات عسقلان، الذي ينقل النفط من خليج العقبة إلى البحر المتوسط، لا يعطي أية مزايا اقتصادية عن قناة السويس أو خط سوميد فهو ليس أقصر وليس أقل كلفة، كما أنه لا يستطيع تحمل نقل أكثر من 600 ألف برميل في اليوم عكس قناة السويس وخط سوميد، الذين يستطيعان نقل أضعاف هذه الكمية".
وقال الخبير النفطي العالمي إن "إسرائيل تريد أن تكون مركزا جديدا للطاقة في الشرق الأوسط، خاصة بعدما اكتشفت كميات كبيرة من الغاز قرابة الساحل الإسرائيلي".
وأكمل بقوله "بالتالي فهي تريد أن تدعم ذلك وأن تدعم تجارتها في الغاز والنفط عن طريق اجتذاب ناقلات النفط الإماراتية، تجنبا لقناة السويس وخط سوميد، وبالتالي هي عملية تطبيع وتوثيق لعلاقات الإمارات بإسرائيل".
ويذكر أنه وقعت الإمارات مع إسرائيل اتفاقا مبدئيا يتعلق بشحن النفط الخام والمنتجات النفطية القادمة من دولة الإمارات، ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، إلى الأسواق الأوروبية عبر خط أنابيب للنفط في إسرائيل يربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وليس عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد المصري.
ورغم أن دول الخليج ومن بينها الامارات تملك نصف أسهم خط أنابيب سوميد البالغ طوله 320 كيلو متراً ويعمل حالياً بربع طاقته بسبب تراجع الطلب على النفط، إلا أن إبرام الامارات هذا الاتفاق مع اسرائيل قد يلحق الضرر بمصالح مصر الاقتصادية وستتأثر عائدات قناة السويس سلباً عندما يبدأ النفط الإماراتي وغيره بالتدفق عبر الأنبوب الاسرائيلي نحو الأسواق الأوروبية .
وكانت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية المتخصصة بالشؤون الاقتصادية، قد تحدثت عن قيام مسؤولين إسرائيليين بإجراء محادثات في الإمارات بهدف إنشاء خط نفطي يربط الخليج بأوروبا عبر إسرائيل والسعودية.
ولم يستبعد مراقبون في حديثهم لـ"سبوتنيك" هذا الأمر، باعتباره سيعود بفوائد اقتصادية كبيرة على دول الخليج، إضافة إلى رغبة إسرائيل في الحصول على البترول، مؤكدين أن الأمر ممكن في ظل اتفاقيات السلام الموقعة.
ونوهت الصحيفة إلى أن الهدف الرئيسي للمشروع هو نقل الخام من الخليج إلى السوق الأوروبية، والذي من شأنه اختصار الكثير من الوقت والتكاليف إضافة إلى كونه قليل المخاطر.
وبحسب الصحيفة، تقترح إسرائيل أن تساعد الإمارات العربية المتحدة في بناء خط أنابيب بري يمتد عبر السعودية وإسرائيل ليتم تصدير الخام من الموانئ الإسرائيلية إلى أوروبا وأمريكا باستخدام البنية التحتية الحالية لشركة خط أنابيب عسقلان إيلات المحدودة (EAPC).
واعتبرت الصحيفة أن "مثل هذه الخطة ستفيد إسرائيل ماليا وتكون أرخص وأكثر أمانا لدول الخليج من خلال تجاوز الطرق البحرية الخطرة وقناة السويس المكلفة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة قولها إن "اجتماعات رفيعة المستوى حول هذا الموضوع جرت في الأيام الأخيرة بين كبار الشخصيات في وزارتي الدفاع والخارجية، شارك فيها رئيس مجلس الشراكة الأوروبية ـ الأطلسية إيريز كالفون، والرئيس التنفيذي إيتسيك ليفي".
وكشفت الصحيفة عن قيام شركة "EAPC"، في وقت سابق من العام بتغيير معنى الاختصار الخاص باسمها لتصبح شركة "Europe Asia Pipeline Co"، (أسيا بدلا من الأطلسي) والتي ستشمل خطتها الحالية مد خط أنابيب عسقلان - إيلات بمسافة 700 كيلومترا باتجاه جنوب شرق إسرائيل لتربطها مع مصافي النفط في المملكة العربية السعودية، على حد زعم الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، يمكن أن يمر خط الأنابيب هذا برا أو تحت مياه البحر الأحمر، بالرغم من احتمال وجود اعتراضات من دعاة حماية البيئة.