ورصدت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية تفاصيل تداول ما يصل إلى مليار دولار من عملات البيتكوين، بطريقة سرية عبر السوق السوداء على شبكة الإنترنت.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن شبكة تحليل بيانات الإنترنت "بلوكتشين" اللندنية "إيلبتك"، رصدت عودة متجر "طريق الحرير" للمنتجات غير القانونية عبر الإنترنت بصورة سرية وتداوله صفقات وصلت قيمتها إلى ما يصل إلى مليار دولار أمريكي.
طريق الحرير
سوق "سيلك رود" (طريق الحرير)، هو موقع إلكتروني يعتبر بمثابة سوق سوداء لكل المنتجات الممنوعة وغير القانونية تم إطلاقه في 2011، ولكن السلطات الأمريكية أغلقته في عام 2013، وحكم على مؤسسه روس أولبريشت بالسجن مدى الحياة، تم تخفيضها فيما بعد إلى عامين، في محاكمة وصفت بواحدة من أغرب المحاكمات، خاصة بعد تلقي القاضية كاثرين بي فورست تهديدات بالقتل، ونشر موقع سري المعلومات الشخصية ورقم الضمان الاجتماعي الخاص بها، وطالبوها بضرورة تبرئته، وإلا ستدفع الثمن، وأدين في نفس القضية عملاء في المباحث الفيدرالية الأمريكية، بعد التأكد من حصولهم على مقابل مادي لتغيير شهادتهم أمام المحكمة.
إلا أن الشركة اللندنية رصدت عودته فيما بعد كجزء من "الإنترنت المظلم" (دارك ويب)، مع تزويدها بعملات مشفرة وقائمة قيود صارمة للمشاركين عبر أنشطتها.
الأموال القذرة
من جانبها، قالت شبكة "إيليبتك" إنها قامت بتعقب حركات الأموال القذرة في مجال العملات المشفرة، فتوصلت صفقات أموال نشأت من ذلك الموقع (طريق الحرير).
وأشارت الشركة البريطانية إلى أنها لاحظت أن قيمة الصفقات وصلت إلى 69 ألف و369 بيتكوين أي ما يوازي 950 مليون دولار أمريكي.
وتم نقل تلك الأموال، والقول للشركة البريطانية، إلى محفظة تمتلك رابع أكبر رصيد "بيتكوين" على مستوى العالم.
ولم تكشف "إيليبتك" هوية صاحب تلك المحفظة، وقد تكون لا تعرفه، بسبب تشفير بياناتها بصورة كلية، بحسب قولها.
وأوضحت الشركة أن هناك "ملفا مشفرا" يتم تداوله بين المتعاملين في تلك الأنشطة غير المشروعة.
وقالت إنها "سمعت من بعض المتداولين أن هذا الملف المشفر يحتوي على رمز المرور المطلوب، لسحب عملات البكوين من تلك المحفظة، التي لا يعلم صاحبها أو من يديرها حتى الآن".
ونقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية عن توم روبنسون، المؤسس المشارك وخبير الخبراء في إيليبتك، قوله: "حركة عملات البيتكوين هذه حاليا، يمكن وصفها كأن أولبريشت أو بائعي طريق الحرير أو المتعاملين بدؤوا في تحريك أموالهم".
وتابع بقوله "مع ذلك، يبدو أنه من غير المحتمل أن أولبريشت يمكنه تحريك أموال بتلك الكمية وهو داخل السجن، يبدو أنها شبكة منظمة، وتعلم ماذا تفعل".
وأكمل بقوله "يبدو فعليا أن ملف المحفظة المشفر حقيقيا، ويتم نقل عملات بيتكوين التي فيه عن طريق تناقل كلمة المرور بطريقة سرية جدا".
يذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" سبق وصادر 174 ألف عملة بيتكوين من أولبريشت، وقت القبض عليه.
وقال روبنسون إن المباحث الفيدرالية الأمريكية حصلت أيضا على 440 ألف عملية بيتكوين أخرى من لجان "طريق الحرير".
وأضاف بقوله "لكن يبدو أن هناك طرق خلفية تم تهريب باقي الأموال من خلالها، ويتم حاليا تداول عائدات طريق الحرير بصورة سرية جدا وأنشطتها لا تزال قائمة أيضا".
ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، التعليق على تلك التقارير، بحسب الشبكة الأمريكية.
وكانت بيتكوين قد تعرضت لانتفاضة كبيرة في عام 2020، حيث ارتفعت بنسبة 91% منذ بداية العام حتى الآن، خاصة بعدما أعلنت الشركات الكبرى مثل "باي بال" و"فيسبوك" اهتماما متزايدا بالعملات المشفرة، لكنها (بيتكوين) كانت أيضًا هدفًا للتدقيق من قبل المنظمين والمصرفيين، بسبب استخدامها في أنشطة إجرامية مثل غسيل الأموال.